آراء الكوفيين في شرح التسهيل لابن مالك وموقفه منها جمعا ودراسة /
وأسباب اختياري لهذا الموضوع أجملها فيما يلي : 1 - ما يمثله المذهب الكوفي من ثقل في التاريخ النحوي ، حيث يعد أحد ركنيه الأساسين مع المذهب البصري . 2 - قلة الدراسة التفصيلية للمدرسة الكوفية بمسائلها النحوية المتفرقة ، حيث اقتصر كثير من العلماء والدارسين في هذا العصر على دراسة الفكر النحوي بشكل عام ، دون الغوص في أعماقه المستمدة من آرائهم النحوية . فلذلك نجد الأحكام التعميمية الكثيرة فيما يخص هذا المذهب إن نقداً وإن تمجيداً. 3 - شهرة ابن مالك - رحمه الله - في الدرس النحوي ، وما تمثله آراؤه واختياراته النحوية من اهتمام الدارسين والمشتغلين بهذا العلم . 4 - سعة كتاب ( التسهيل ) و ( شرحه ) لابن مالك واستيعابه أكبر قدر من الآراء النحوية. 5 - أنني أجمع في دراستي بين طريقة النحويين المتقدمين المتمثلة هنا بالمدرسة الكوفية ، وطريقة النحويين المتأخرين المتمثلة هنا بابن مالك ، فيتوفر لدي طريقان في دراسة النحو فكراً وفلسفة يثريان العقل في المناقشة والاختيار . وبعد أن تمت الموافقة على هذا الموضوع ، قمت بجمع المسائل النحوية والتصريفية لعلماء الكوفة إما منفردين وإما مجتمعين ، فبلغت المسائل أول وهلة قرابة خمسين ومائة مسألة ، فقمت بضم بعضها إلى بعض والتركيز على المسائل الهامة في الدرس النحوي فصارت بعد ذلك خمسة مسائل بعد المائة (105 مسألة ) رأيتها كافية لفهم المذهب الكوفي كما أراد له أصحابه ، ثم قسمت الرسالة قسمين: الأولى : جمع المسائل النحوية ودراستها نحوياً . القسم الثاني : الدراسة الأصولية لهذه المسائل . وجعلت لهذين القسمين تمهيداً يسبقهما مكوناً من ثلاثة مباحث ، وذيلت القسمين بخاتمة أذكر فيها نتائج ما توصلت إليه