تتمثل مشكلة هذا البحث في التعرف على الأسباب المؤدية إلى عزوف طلاب المرحلة الثانوية عن القراءة الحرة من وجهة نظر معلمي اللغة العربية والطلاب داخل مدينة الرياض. ويمكن صياغة هذه المشكلة في السؤال الرئيس الآتي: ما الأسباب التي أدت إلى عزوف طلاب المرحلة الثانوية عن القراءة الحرة من وجهة نظر معلمي اللغة العربية والطلاب في مدينة الرياض؟ وقد تفرغ عن هذا السؤال الأسئلة الفرعية الآتية: 1.ما الأسباب المتعلقة بالطالب؟ 2.ما الأسباب المتعلقة بمعلم اللغة العربية ؟ 3.ما الأسباب المتعلقة بمقرر المطالعة الدراسي؟ 4.ما الأسباب المتعلقة بالمكتبة المدرسية من حيث أمينها ومكوناتها؟ 5.هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات المعلمين والطلاب؟ ولتحقيق ذلك قام الباحث بالإجراءات التالية: •دراسة نظرية للتعرف على القراءة وأنواعها وأهميتها وآثار العزوف عنها. •مراجعة الدراسات السابقة، واستخلاص بعض الأسباب المفترضة والتي قد تؤدي إلى عزوف طلاب المرحلة الثانوية عن القراءة الحرة. •تطبيق استبانة لجمع البيانات على عينة تتكون من خمسمئة (500) طالبا، ومن خمسين (50) معلما من معلمي اللغة العربية الذين يدرّسون في المرحلة الثانوية بمدينة الرياض. وقد أسفر هذا البحث عن نتائج عدة من أهمها: أولا: أن هناك أسبابا كثيرة أدت إلى عزوف طلاب المرحلة الثانوية عن القراءة الحرة، من أهمها: 1.عدم تعود الطالب منذُ صغره على القراءة الحرة. 2.انعدام الميل إلى القراءة الحرة. 3.محدودية خبرة الطالب في الحصول على الكتب التي توافق اهتماماته. 4.ندرة أخذِ معلم اللغة العربية طلابه لزيارة المكتبة. 5.قلة المسابقات المقدمة من معلم اللغة العربية والتي تحث على القراءة الحرة. 6.ندرة مناقشة معلم اللغة العربية لطلابه فيما قرؤوه قراءة حرة. 7.أغلب موضوعات مقرر المطالعة لا تناسب ميول الطلاب. 8.ندرة احتواء مقرر المطالعة على موضوعات تبين أهمية القراءة الحرة. 9.قلة المسابقات التي يقدمها أمين المكتبة في مجال القراءة الحرة. 10.ندرة إسهام أمين المكتبة في إنشاء مكتبات داخل الفصول. ثانيا: أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات المعلمين وإجابات الطلاب في الأسباب التي أدت إلى عزوف طلاب المرحلة الثانوية عن القراءة الحرة. ثم خلص الباحث إلى مجموعة من التوصيات ومن أهمها: 1.تعويد الطلاب على القراءة الحرة منذ المرحلة الابتدائية، بل وتكثيف التدريب عليها في هذه المرحلة، واستثمار الاتجاهات الإيجابية المرتفعة نحو القراءة. 2.ينبغي لوزارة التربية والتعليم أن تبين للمعلمين ميول طلاب كل مرحلة دراسية، بل وميول كل صف دراسي في التعليم العام، مع إخراج قوائم مقترحة بأسماء القصص والكتب وغيرها مما يناسب كل صف، وأن تزود معلمي اللغة العربية وأمناء المكتبات بها، مع العمل بكل جد على توفير هذه الأوعية في المكتبات المدرسية. 3.ينبغي لأمناء المكتبات وأمناء مصادر التعلم تيسير عملية الاستعارة من المكتبات المدرسية، وتوفير أكبر عدد من القصص للقراءة والاستعارة، والابتعاد عن حجب كثير من القصص بحجة الخوف عليها من التلف، كما أن عليهم الاستعانة بالمؤسسات الخاصة لدعم مكتباتهم المدرسية. 4.على دور النشر القيام بنشر كتب ذات طبعات تجارية حتى تباع بأثمان زهيدة للطلاب، وللمكتبات المدرسية. 5.إقامة دورات لمعلمي اللغة العربية في القراءة بعامة، والقراءة الحرة بخاصة، مع إسناد مهمة تدريبهم إلى مختصين مهرة، وليس إلى أساتذة أو مشرفين، حتى يخرجوا بأكبر قدر من الفائدة.