تقوم هذه الدراسة بتحليل أثر الإنفاق العسكري على النمو الاقتصادي في المملكة للفترة من 1971م ـ 2002م باستخدام الأساليب القياسيه الحديثة كنماذج التحليل المشترك ونماذج تصحيح الخطأ واختبارات السببية. وقد اتبعت الدراسة منهجيه نظرية وصفية وتحليلية قياسية وأجرت الاختبارات الإحصائية الحديثة الخاصة باستقرار السلاسل الزمنية لمتغيرات الدراسة. وقد أظهرت بيانات الدراسة تزايد الإنفاق العسكري في المملكة بمعدلات كبيرة حتى عام1975م ثم بدأ بالتراجع إلى أن حقق معدلات نمو سالبه بنهاية فترة الدراسة ليقترب من معدلات نمو قطاعي التعليم والصحة. كما أظهرت أن معدلات نمو القطاع العسكري غالباً ما تكون أعلى من معدلات نمو الناتج المحلي في فترات الازدهار، بينما يكون نموه أقل انخفاضاً في فترات الركود الاقتصادي مقارنة بالمتغيرات الاقتصادية الأخرى كالاستثمار. وترتبط التغيرات في الإنفاق العسكري في المملكة بشكل كبير بالإيرادات البترولية والأوضاع الإقليمية والنمو الاقتصادي. ويمثل الإنفاق العسكري نسبة تفوق ربع الإنفاق الحكومي، وتستحوذ النفقات الجارية على نحو ) (%90-%74من مجمل الإنفاق العسكري في المملكة. وتشير النتائج القياسية إلى وجود علاقة موجبة وسببية تبادلية بين الإنفـاق العسـكري والنمو الاقتصادي حيث تتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات سابقة. ومن ناحية أخرى أظهـرت النتائج وجود علاقة موجبة وسببية أحادية الاتجاه من الإنفاق العسـكري الإجمـالي) (Mإلـى الاستثمار الحكومي) ،(Zوعند الفصل بين نوعي الإنفاق العسكري أظهرت النتائج وجود علاقة سببية باتجاه واحد أيضاً من الاستثمار الحكومي ناحية مدخلات الإنفاق العسـكري) (BSلفتـرة إبطاء واحدة، وإلى الإنفاق العسكري الموجه للاستيراد) (M1لفترتي إبطاء. ولم تظهر النتـائج وجود أي علاقة سببية بين الاستثمار الخاص) (Hوالإنفاق العسكري الإجمالي) (Mولكن عندما تم الفصل بين نوعي الإنفاق العسكري أظهرت النتائج وجود علاقة سببية باتجـاه واحـد مـن الاستثمار الخاص ناحية الإنفاق العسكري الموجه للاستيراد) (M1وذلك لفترتي إبطـاء، ممـا يوضح الدور الذي يمكن أن يقوم به القطاعين الحكومي والخاص فـي التـأثير علـى الإنفـاق العسكري. كذلك دلت النتائج على وجود علاقة سببية ذات اتجاهين بين درجة الانفتاح التجـاري ) (Xوالإنفاق العسكري ) (Mوهذه العلاقة السببية تظهر بقوة في مدخلات الإنفـاق العسـكري ) (BSأكثر من الإنفاق العسكري الموجه للاستيراد ) (M1ويتوقـف تـأثير درجـة الانفتـاح التجاري مع العالم الخارجي على الإنفاق العسكري على طبيعة هذا التعامل استيراداً أو تصديراً.