ثمة إعجاز بلاغي يظهر في روعة التناسب ودقة التلاحم بين آيات القرآن وسوره ، وهذا ما دفعني إلى اختيار موضوع الدراسة : (أثر النظم في تناسب المعاني في سورة العنكبوت) . فعلم المناسبة من أجلِّ علوم القرآن , وأدلّها على إعجاز بيانه , وارتباط آياته وسوره , وهو علم يعرف منه علل الترتيب ، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه الحال. ولقد أقمت هذا البحث على مقدمة , وتمهيد تحدثت فيه عن تعريف علم المناسبة وتطور الكتاب فيه ثم انتقلت للحديث عن سورة العنكبوت بين سياقين : سياق النّزول، وسياق التلاوة. ثم البدء في فصول الرسالة الستة : 1-الفصل الأول : وجوه التناسب في السورة : وأتناول فيه وجوه التناسب بين السورة واسمها ثم التناسب بين فاتحة السورة وخاتمتها , وأخيراً وجوه التناسب بين السورة وما قبلها وما بعدها. 2-الفصل الثاني : مقصود السورة الأعظم وأغراضها الكلية : ومن خلال هذا الفصل نتعرف على الموضوع الذي تدور حوله سورة العنكبوت ، وهو : (بيان قوة المؤمنين وضعف الكافرين , والثبات على الدين , مع المثابرة في إنكار المنكر وإقرار المعروف) وقد قسَّم المعنيون بأغراض السور القرآنية أغراض سورة العنكبوت إلى ثلاثة أغراض : الغرض الأول : الابتلاء سنة قائمة منذ الأزل ، الغرض الثاني : عرض نماذج من ابتلاءات الأنبياء ، الغرض الثالث : التقاء الحق الذي جاء في هذا الكتاب مع الحق الذي قامت عليه السموات والأرض . 3- الفصل الثالث : وجوه النظم والتناسب في بناء الجملة : وأدرس خلاله بعض الأساليب الإنشائية الطلبية ، نحو : الاستفهام , والأمر , والنهي , والنداء .. كما بحثت في هذا الفصل أسلوب التوكيد , وأنتقل بعده إلى مبحث التعريف والتنكير ، وينتهي هذا الفصل بدراسة الصور البيانية المختلفة ، من تشبيه و مجاز وكناية . 4- الفصل الرابع : وجوه النظم والتناسب في بناء الجمل والفصول : وفيه أتناول مقاطع السورة ودراسة حالات الوصل والفصل فيها , والغرض من مجيئها . 5- الفصل الخامس : وجوه النظم والتناسب في فواصل السورة : وأبحث فيه عن العلاقة التناسبية بين فاصلة السورة والغرض العام , ومن ثَمّ دراسة الفاصلة مع المقطع الذي جاءت فيه . 6- الفصل السادس : المتشابه بين سورة العنكبوت وسور القرآن الأخرى . وتنتهي رحلتي مع هذا البحث بخاتمة أرصد فيها أهمَّ النتائج.