يشهد ميدان تعليم اللغات الأجنبية تطوراً سريعاً وملحوظاً، من خلال إعادة النظر في مناهج تعليم اللغة، وتدريب المعلمين، وغيرهما. وفي الحقيقة، فإن هذا التطور يجيء موازياً للإقبال الكبير على تعلم اللغات الأجنبية، والذي تتعدد دوافعه الدينية والاقتصادية والسياسية. ولغتنا العربية - كونها لغة القرآن، والعالم الإسلامي والعربي، - لاقت إقبالاً كبيراً من المتعلمين، سواء أكانوا من المسلمين الذين أقبلوا على دراستها لدوافع دينية، أم من غير المسلمين الذين تفاوتت دوافعهم من دراستها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جاوزه إلى الدراسات والبحوث، وأقبل الباحثون - في الميدان التربوي - على الاهتمام بالدراسات التي تناقش مشكلات تعليم اللغات، والصعوبات التي يمكن أن يواجهها متعلمو اللغة. ويشير الصمادي وعبد الحق (1996هـ:9) إلى اهتمام الباحثين في السنوات الأخيرة بتعلم اللغة وتعلمها؛ بسبب تزايد حاجة الأفراد لتعلم لغة ثانية أو أكثر؛ لتحقيق مكاسب اقتصادية أو تلبية حاجات مادية، إضافة إلى تزايد أعداد المهاجرين والعاملين الأجانب، الذين يحتاجون إلى لغة الأقوام التي يتعاملون معها.