واتبعت فيه المنهج التحليلي . وقد واجهتني صعوبات حاولت أن لا تكون عثرات وأن أتجاوز بعضها قدر استطاعتي ومنها : 1 - أن الشابي شاعر دوى صيته في الآفاق وشغل كثيراً من النقاد والباحثين وفتت إنتاجه شرحاً وتفصيلاً وتوضيحاً . وكل ذلك طوقني في الكتابة ولجم أفكاري . فكلما أصل بعد البحث إلى فكرة أجد أن هناك من سبقني وذكرها . وكلما أفرح بنتيجة أخيب أملاً بذكر من سبقني لها . 2 - أن دواوين شعراء المهجر المتوفرة تكاد تنحصر في ديوان ( إيليا ) أما جل شعراء المهجر فواجهتني مشكلة عدم توفر دواوينهم لسبق نشرها ونفادها منذ زمن بعيد ولم تطبع بعد ذلك مرة أخرى . وقد ساعدتني معارض الكتب في جلب المجموعات الكاملة لجبران وميخائيل وقد تكرم بعض الأدباء - جزاهم الله عني خير الجزاء - بإمدادي ببعض هذه الدواوين من مكتباتهم الخاصة كديوان ( القروي/ إلياس فرحات/ رشيد أيوب/ أبي الفضل الوليد ) . أما ماعدا ذلك من شعراء المهجر فكان بيني وبين مرجعي لأشعارهم وسيطا رغماً عني . 3 - انقسام الكتاب في رؤيتهم للشابي بين من يراه ثرى ومن يراه ثريا وقلما وجدت من يقف موقف المعتدل في هذه الرؤية . 4 - تناول الكتاب في أثر مدرسة المهجر في شعر الشابي لم يسلم من تيارين الأول : يراه متأثراً بهم إلى حد وقع الحافر على الحافر مجرداً من أي ميزة فردية ، والآخر : ينكر وينفي هذا الأثر وأنه صرح قائم بذاته .