اختيار هذا الموضوع عدة أسباب أوجزها فيما يلي : 1ـ أن أبا حيان كان من أبرز النحويين الذين أنجبتهم الأندلس في تاريخها عموماً ، ومن أشهر نحوييها في القرن الثامن خصوصاً ، وقد أسهم في الحركة العلمية وبخاصة فيما يتصل باللغة والنحو والصرف والتفسير و الأدب ، بنصيب وافر ، ولم يقف به الحد عند الكتابة والتأليف عن لغته ، بل كتب عن لغات أخرى كالفارسية والتركية والحبشية ، ولم يترك فنا من الفنون التي عرفها عصره إلا وقد أسهم فيه بنصيب ، وقد قال عنه تلميذه السبكي : "" سيبويه الزمان والمبرد إذا حمي الوطيس بتشاجر الأقران ، وإمام النحو الذي لقاصده منه ما يشاء ، ولسان العرب الذي لكل سمع لديه الإصغاء ""( ) فتجلية معالم هذا العالم الفذ وإبرازها للباحثين ما لا يخفى من القيمة والأهمية ، بل أرى أن ذلك واجب على الخلف تجاه السلف . 2ـ أن التذييل والتكميل موسوعة نحوية كبرى وقد قيل فيه وفي مختصره ( ارتشاف الضرب ) أنه ""لم يؤلف في العربية أعظم منهما ولا أحصى للخلاف والأحوال "" ( ) ولكن هذا الكتاب لم ير النور بعد ولم يُكشف النقاب عنه ؛ لأنه ما زال أسير المخطوطات بين جدران المكتبات ولم يطبع منه إلا نزرٌ يسيرٌ فالغوص في عمقه واستخراج مكنوناته والاعتراضات المبثوثة فيه ودراستها دراسة علمية وتقديمها في حلة قشيبة غاية ما تصبو إليه الدراسة العلمية الهادفة . 3ـ أن البحث في مثل هذا الموضوع يتيح للباحث أكبر قدر من التعمق في الآراء النحوية ويعين على الغوص في دقائقها وخفاياها ويُلزم بالنظر في أدلتها وحججها ومراجعة مصادرها مما يساعد على بناء الناحية العلمية لدى الباحث . 4ـ أن هذا الموضوع لم يسبق إليه أحد من الباحثين بالدراسة على النحو الذي تقوم عليه دراستي .