بلاغة الإطناب في سور المفصل
ملخص البحث : أن أسلوب الإطناب أحد الأساليب العربية الثرّة الحافلة بالأسرار والنكات وكثرة الاعتبارات وتوارد المعاني , حتى جعله العلوي وادياً من أدوية البلاغة( ). الثاني: لفت نظري أثناء دراستي للبلاغة في المرحلتين الجامعية والعليا كثرة إشارة العلماء للإيجاز كمزية للأسلوب العربي بينما لم يحظ الإطناب منهم بمثل ما حظي به الإيجاز, وفي ذلك جور على أسلوب الإطناب , وإعراض عن مزاياه وخصائصه البلاغية. الثالث: من عيوب كتب البلاغة القديمة والحديثة افتقارها إلى التجديد في الشواهد وخاصةً الشواهد القرآنية ، فمن تتبع هذه الكتب وجد الخلف ينقل عن السلف الأمثلة نفسها دون أن يكلِّف نفسه عناء البحث عن أمثلة جديدة وكأن القرآن الكريم خِلْوٌ إلا من هذه الشواهد . فأردت استخراج شواهد قرآنية جديدة على أسلوب الإطناب غير المذكورة في كتب البلاغة. الرابع: وكان وراء اختيار سور المفصَّل الأمور الآتية: أ. ما ورد من الفضل فيه ، على ما سيأتي في التمهيد بيانه . ب. وفرة أنواع الإطناب في هذه السور التي هي في أكثرها مكية ، وخاصة أسلوب التكرار وما يشبهه في التأكيد كالإظهار في موضع الإضمار والتذييل ؛ لأن السور المكية تستهدف إرساء عقيدة التوحيد والدعوة إلى نبذ الأوثان , والإيمان بالرسل وباليوم الآخر وما فيه من مشاهد , كل ذلك كان سبباً في وفرة هذه الأساليب