تناولت هذه الدراسة بناء المعاني في درعيات أبي العلاء المعري، والدرعيات هي: قصائد وصف بها الدرع، طبعت ملحقة بديوان (سَـقـْط الزَّنْد)، يصف فيها المعري الدرع وفوائدها. وأهمية هذا الموضوع ترجع إلى جودة المادة الأدبية في العصر العباسي الثاني، وأن لبناء المعاني عند أبي العلاء المعري -الكفيف - طابعًا خاصًا، ثم إن هذا الديوان على الرغم من صغره إلا أنه يعد أرضًا خصبة للدراسة والبحث، فالنص الشعري فيه مليء بالأسرار البلاغية المتنوعة. أما الهدف من هذه الدراسة فهو نقل الدرس البلاغي النظري إلى الممارسة والتطبيق، والكشف عن عناصر الإبداع في بناء المعاني لدى المعري، وإظهار تجربته من خلال صياغته لصوره البيانية، ودور البديع عنده في تشكيل المعاني، وذلك من خلال تحليل درعياته تحليلًا بلاغيًا، ودراسة أبرز الفنون البلاغية في الدرعيات التي قامت عليها فصول الدراسة: فالفصل الأول: بناء الجمل وعلاقاتها في الدرعيات، درس فيه بناء الجملة الخبرية، والإنشائية، والعدول، والقصر، والشرط، والتنكير، والتقديم، والحذف، والوصل والفصل. أما الفصل الثاني: بناء الصورة البيانية في الدرعيات، فيه تحليل لصور التشبيه والاستعارة والكناية. والفصل الثالث: بناء فنون البديع في الدرعيات، جاءت فيه فنون البديع المعنوية من طباق وتورية وتقسيم، واللفظية التي كان في مقدمتها الجناس ثم التصريع والتصدير والالتزام. وقد خلصت الدراسة إلى أن الدرعيات كانت من أنضج النماذج التي قدمها المعري، وهي تشكل اتجاهًا رمزيًا سلكه للإشارة إلى عزلته، فانعكس إحكام نسج درعه على ألفاظه، فتضافرت الفنون البلاغية في الكشف عن براعة الشاعر، وإحكامه لدروعه التي لازمها.