الإبداع صفة من صفات الله عز وجل، يقول الله تعالى واصفاً نفسه ""بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ "" ( البقرة :117 ) ، والإبداع ظاهرة قديمة منذ بدء الخليقة ، ولكنها ظلت لغزاً محيراً فلم تنجح المحاولات المتكررة في تفسير الظاهرة الإبداعية وفهمها بطريقة معقولة إلا في خلال العقود الخمسة الماضية ، فقد حدث فيها تطور مذهل نتيجة الاهتمام المتزايد لعلماء النفس والباحثين بدراستها وإخضاعها للتجربة حتى تمكن عدد من رواد علم نفس الإبداع من تطوير أدوات لقياس الإبداع وتصميم برامج لتدريبه وتحفيزه. ولقد حظي الإبداع باهتمام عدد من الدول المتقدمة وأقامت له إدارات ومراكز خاصة لرعايته ، وحرصت على الاهتمام به لما بينت نتائج الدراسات أنه من أعلى أنواع الاستثمار في الموارد البشرية ، ولذلك كان لهذه الدول سبق التفوق والريادة في معظم المجالات والميادين ولما يشهده العالم من ظروف متغيرة وسريعة تتمثل بظاهرة العولمة وما يتبعها من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية فإن حاجة المنظمات للتعامل مع هذه المتغيرات أصبح ضرورة ، ولا يمكن أن تقوم المنظمات بدورها للتكيف مع هذه المتغيرات، إلا بإيجاد الوسائل الممكنة التي تمكنها من التكيف مع هذا التغيير، ويعد الإبداع أحد أهم الوسائل المطلوبة. وإذا كان الإبداع مطلباً استراتيجياً فإن من أهم واجبات القائد التربوي الفعال هو أن يفكر ويبتكر في كيفية تطوير أداءه المهني وكيف يكون قادراً على التكيف مع هذه المتغيرات، والذي ينعكس بدوره على تطوير أداء العاملين وذلك بتزويدهم بالمهارات والخبرات التي تساعدهم على تطوير أدائهم .