عند النظر إلى مهام معلم الرياضيات في العصر الحالي يُلحظ أنّها تبدّلت عن ذي قبل؛ فمعلم اليوم مُطالب أن يقوم بأدوار تستدعي مهارات ومهام تختلف كثيرا عن تلك التي كان يُمارسها معلم الأمس. فمن المتطلّبات الحالية ما يتعلّق بالنمو المتتابع في المعرفة الرياضية ذاتها، ومنها ما يتعلّق بالتسارع في النمو التقني والتعليمي في مجال تدريس الرياضيات. إنّ هذا الدور المتنامي لمعلم الرياضيات يفرض على مؤسسات إعداد المعلم وتدريبه عددا من التساؤلات الملحّة، حول الكيفية التي يمكن من خلالها إكساب معلمي الرياضيات قبل الخدمة التعليمية وأثنائها مثل تلك المهارات والكفايات، التي تمكّنهم الاضطلاع بأدوارهم المفترضة، وتؤدي إلى تقليص الهوّة في ممارساتهم بين المنهج والمتعلّم؛ ولهذا شعر الباحث بالنظر إلى كثير من المؤشرات التعليمية في واقع تعليم الرياضيات - ولا سيما في المرحلة المتوسطة بالمملكة- أنّ ثمّة حاجة ماسّة لدراسة السلوك الصفي للمعلمين وتحليله، بغرض تطويره، وتقديم أنموذج حقيقي يرتكز على معايير جيّدة، تُسهم في الوصول بالمعلمين إلى درجة عالية من إتقان تلك المواصفات المعيارية؛ ولهذا دوره الفاعل في تحسين تدريس الرياضيات في المرحلة المتوسطة. وقد هدف البحث إلى تحقيق الآتي: 1)التحقّق ميدانيا من واقع أداء معلمي الرياضيات وفق نتائج تحليل التقارير الفنية للمشرفين التربويين حول زياراتهم الصفية للمعلمين، لتنظيمها وتصنيفها إلى مجالات أولية للمعيار. 2)بناء معيار لتقويم الأداء التعليمي لمعلمي الرياضيات في المرحلة المتوسطة داخل حجرة الصف باستخدام أسلوب دلفاي (Delphi). 3)تطبيق معيار البحث على الممارسات التعليمية الحالية لمعلمي الرياضيات في المرحلة المتوسطة داخل حجرة الصف. 4)تقديم برنامج مقترح يُسهم في تطوير تدريس الرياضيات في المرحلة المتوسطة، بخاصة في مجال تدريب المعلمين أثناء الخدمة.