ترجع أهمية الحواشي إلى المكانة العظيمة التي حظي بها مؤلفها في التحقيق والتدقيق ، وهي من أوائل ما ألفه-رحمه الله تعالى- وقد اعتمد فيها على مصادر أصلية متعددة ومتنوعة ، بالإضافة إلى أهمية الكتاب الذي وضعت عليه هذه الحاشية ( الإقناع) حيث أنه أحد الكتب المعتمدة لدى المتأخرين من فقهاء الحنابلة ، وعليه مدار الفتوى والقضاء ، وقد تمتعت هذه الحواشي بدقة المؤلف وبراعته في نسبة الأقوال إلى أصحابها ، واستحضار كلام الأصحاب، وبناء بعضه على بعض ، والربط بين المسائل، والعناية بذكر الفروق بينها ، وتجلى شخصية المؤلف -رحمه الله تعالى-في استنباط بعض الفروع، وتوجيه كلام الأصحاب ، كما اشتملت على جملة من الفوائد ، والآداب الشرعية والفقهية ، والتتمات، والشبيهات التي تختم بها المسألة ، أو الفصل ، أو الباب ، وقد اعتمدت على ست نسخ ، وقد اشتملت الرسالة على مقدمة وقسمين، بينت في المقدمة أسباب اختيار الموضوع وخطة البحث ، وكان القسم الأول عبارة عن دراسة موجزة للمؤلفين ( الحجاوي ، والبهوتي) ـ رحمهما الله تعالى ـ ثم دراسة موجزة للتعريف بكتابيهما ( الإقناع ، وحواشيه ) ، أما القسم الثاني فهو عبارة عن النص المحقق من الكتاب ، ويبدأ من كتاب الجنايات إلى آخر كتاب الإقرار ، ثم الخاتمة ، ثم اختتمت البحث بفهارس تفصيلية تخدم الكتاب.