دور أرامكو في تنمية المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية (1363-1384 هـ / 1944-1964 م)
تتناول الدراسة العشرين سنة المبكرة من جهود أرامكو في هذا المجال، وهي تقريباً نصف المدة التي قضتها الشركة بصفتها الأجنبية مساهمة في هذه التنمية؛ وذلك لتكون الدراسة أكثر تركيزاً واستقصاءً لهذه الجهود، كما أن معالم جهود أرامكو في التنمية لتلك الفترة كانت أكثر وضوحاً، مما مكن الباحث - إلى حد ما- من التعرف على آثارها في المجتمع في النواحي المختلفة، وكان اختيار الباحث لبدء فترة الدراسة بذلك التاريخ تحديداً (1363هـ/1944م) لمبررات عديدة منها: أن الشركة بعد اكتشافها النفط في بئر الدمام رقم 7 في اليوم الثالث من محرم 1357هـ / 4 مارس 1938م بكميات تجارية، وعندما بدأت تباشير الأمل تلوح أمامها بعد عدة سنوات من البحث المضني، وإذ بها تواجه بآثار نشوب الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى اضطراب وسائل المواصلات، وندرة الموارد، وهذا بدوره أدى إلى توقف عمليات الشركة في الحقول النفطية توقفاً يكاد يكون كاملاً، ولم يستأنف العمل في الإنتاج إلا في أواخر سنة 1362هـ/1943م؛ ولذلك لا يجد المتتبع شيئاً عن جهود الشركة في إيجاد بنية تنموية لمراكز عملياتها خلال تلك الفترة يمكن تصنيفه ضمن مجالات التنمية الحقيقية، وهذا ما نص عليه تقرير الشركة لسنة (1363هـ/1944م) من أن أعمال الشركة توقفت لنشوب الحرب، ولم تتقدم في الإنتاج، أو غيره منذ سنة 1359هـ/1940م، أما في سنة 1363هـ/ 1944م فقد تغيرت الأوضاع حيث كانت الحرب في نهاياتها وبدأت جهود الشركة من جديد وشملت أكثر ميادين عملها، خاصة الإنتاج،