تشترك المرحلة الثانوية مع المراحل التعليمية الأخرى في العديد من الأهداف والبرامج، إلا أنها تتميز بجوانب خاصة، حيث إنها تغطي مرحلة عمرية مهمة من حياة الفتاة، هي مرحلة البلوغ والمراهقة بما يرافقها من تغيرات جسمية ونفسية وعقلية واجتماعية، وما يتبعها من متطلبات أساسية لكل ناحية من جوانب شخصية الفتاة تحدد سلوكها وعلاقاتها، وهي ذاتها مرحلة بداية التكليف، التي تقتضي توجيه دعوة خاصة للفتاة المسلمة تناسب سنها وخصائصها، كما تتطلب القيام بالإجراءات الدعوية العملية المناسبة لتوجيهها للخير وإصلاح نفسها وقلبها لتكون لبنة صالحة في بناء المجتمع المسلم، ومن ذلك التعرف على خصائص نموها وحاجاتها الأساسية المتنوعة، وواقعها الذي تعيشه، والتتنويع والتجديد في وسائل دعوتها وأساليب مخاطبتها ومهارات التعامل معها، وهذا يؤكد أهمية هذا الموضوع، أما الأسباب التي دعتني لاختيار الموضوع، فهي كالآتي: 1- إن الله وفقني إلى المشاركة في البرامج الدعوية والأنشطة الموجهة لطالبات الثانوية، التي تقيمها بعض الجهات الخيرية بشكل خاص أو بالتعاون مع الجهات التعليمية، وهذا شجعني على دراسة هذا الموضوع الذي أرجو أن يفتح –بإذن الله- آفاقا مهمة في العمل الدعوي بهذه المرحلة. 2- أهمية الدعوة في صفوف الفتيات في المرحلة الثانوية، حيث إنهن يمثلن شريحة تنفرد بسمات نمو خاصة، تتطلب العناية بدعوتهن وإعدادهن للقيام بالمهام المؤثرة في المجتمع. 3- استمرار التزايد في أعداد الطالبات الملتحقات بالتعليم الثانوي ، وهذا له أثره في المجتمع، خاصة أن بعضهن يتوقفن عند هذه المرحلة ولا يلتحقن بالجامعة