تمثل قضية فلسطين القضية المحورية الأهم لقضايا الأمة العربية والإسلامية... وقد تفاعل الشعر في سائر الأقطار العربية مع هذه القضية وعايش مراحلها ، ما خلف وراءه كما شعريًا هائ ً لا يتحدث عن القضية ويعيش فصولها المختلفة ، نتج عنه صدور عدد من الكتب والدراسات التي تتحدث عن هذا الشعر، والتي منها ما يتحدث عن نتاج مجموعة من الشعراء ، نذكر منها على سبيل المثال: )مأساة فلسطين وأثرها في الشعر المعاصر( ، لصالح الأشتر، 1961م . و)فلسطين والشعر( ، لجميل بركات، 1989م. ومنها ما يتحدث عن نتاج شاعر معين ، أو شعراء بلد معين مثل ): قضية فلسطين في شعر محيى الدين الحاج( ، لسمية الرومي ، 1415هـ، و)فلسطين في الشعر المعاصر بمنطقة الخليج(، لمحمد إبراهيم حور ، 1407هـ. ولقد أشار كثير من الدارسين الذين تناولوا النتاج الشعري للشعراء السعوديين إلى بروز قضية فلسطين في هذا الشعر ولكن بشكل مقتضب ، منهم على سبيل المثال : بكري شيخ أمين في كتابه الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية ، 1973م الذي أورد بعض النماذج لشعراء سعوديين في هذه القضية ، كما أورد أسماء بعض الدواوين التي خصصها أصحابها لهذه القضية. كما وردت بعض الإشارات التي تدل على اهتمام الشاعر السعودي بالقضية الفلسطينية في كثير من الكتب والدراسات التي تناولت الشعر السعودي عامة ، مثل دراسة حسن الهويمل )اتجاهات الشعر المعاصر في نجد( ، 1404هـ، ووردت مثل هذه الإشارات - أيضا - في الكتب التي تترجم للشعراء السعوديين ونتاجهم الأدبي،3 مثل كتاب )شعراء الحجاز في العصر الحديث( لعبدالسلام طاهر الساسي ، 1402هـ ، وكتاب )شعراء من أرض عبقر( لمحمد العيد الخطراوي ، 1398هـ. ومن المحاضرات التي تناولت هذا الموضوع محاضرة شكيب الأموي )القضية الفلسطينية في الأدب السعودي( ، 1396هـ ضمن أعمال المؤتمر الأول للأدباء السعوديين ، ولم تتحدث هذه المحاضرة إلا عن شاعر واحد هو حسن القرشي وبشكل مختصر، ومحاضرة للدكتور: محمد بن حسن الزير بعنوان ) قضية فلسطين في الأدب السعودي (، 1423هـ، ضمن مجموعة محاضرات نظمها النادي الأدبي بالرياض تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ، إلا أن هذه النماذج أو الإشارات القصيرة لم تكن كافية بحال من الأحوال لبلورة هذا الاتجاه في أدبنا السعودي والذي لم يأخذ نصيبه من الدرس، فلم تهتم أغلب الدراسات التي تناولت قضية فلسطين في الشعر العربي بإبراز دور الشاعر السعودي ، وحتى الذي أشار منها إلى ذلك الدور فإنه أشار إليه بإيجاز دون إيراد نماذج كافية ، بل منها ما يشير إلى بعض الأسماء للشعراء والدواوين فقط