الحمد لله الذي أعانني على إتمام هذا التحقيق، فقد طوفت عبره بين رياض من العلم يانعة بتنوع مادته وأصالة منهجه بما حوى من عناية بالأثر واجتهاد في بيان المعاني، قد اعتنى فيه المؤلف بتفسير القرآن بالقرآن وأكثر من الاستشهاد به، وأودع هذا التفسير الكثير من الأحاديث النبوية والآثار عن السلف من الصحابة والتابعين، وانتفع بأقوال أئمة اللغة وشواهد الشعر وبثها في ثنايا تفسيره. ولقد حاولت خدمته جهدي وطاقتي، وإن لم أبلغ ما أتمنى من تمام وإتقان وحسبي أني بذلت وسعي فليعذرني القارئ إن قلت بضاعتي . ولئن أعياني تحقيق هذا الجزء من تفسير الكوراني وأرقتني بعض مسائله، فلقد سعدت واستفدت من سنين أتقلب فيها بين رياض العلم وأبواب المعرفة. محاولة خدمة هذا الكتاب وإخراجه لينتفع به ومما خرجت به من تحقيق هذا الجزء ودراسة حياة مؤلفه ما يلي: 1.أهمية البناء العلمي الذي يحصل عليه الإنسان وأثره في إنتاجه وثمرته، فهذا مؤلفنا الكوراني يستوقف تفسيره الناظر بين كتب التفسير بما حوى من بضاعة متنوعة وثروة علمية زاخرة من شواهد قرآنية، وأحاديث نبوية وشواهد شعرية وأساليب بلاغية وقراءات .... الخ وهذا ثمرة كد هذا المؤلف وجده في سني حياته الأولى حيث أتقن أنواع العلوم وبزّ فيها . 2.الإنسان ابن بيئته وثمرة ثقافته فهذا مفسرنا الكوراني أثرت فيه الكتب التي تلقاها إبان دراسته الأولى فأكثر الأخذ عنها والنقل منها، ولما كان مذهب الأشاعرة قد عظم سلطانه في عصر مؤلفنا فقد تأثر بذلك وظهر أثره في تفسيره . 3.أهمية تحقيق الكتب العلمية وإخراجها في الانتفاع بها من جهة، وفي التكوين العلمي لطالب العلم حيث يقف مع كلام العلماء يحاول فك غوامضه وفهم جوانبه وتوثيقه من مصادره الأصلية فيتسع اطلاعه وتتسع مداركه . 4.تميز هذا الكتاب وهو تفسير غاية الأماني بمميزات عدة تجعل له وزنًا بين كتب التفسير وإن لم يخل من بعض المآخذ .