غزوة خيبر : دراسة دعوية /
أسباب اختيار الموضوع: وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي: 1- تأتي أهمية دراسة هذه الغزوة من كونها حدثت في أعقاب صلح الحديبية، وبالتالي تعد إحدى ثمرات هذا الصلح، خاصة إذا علمنا بأن الصلح ضَمِنَ عزل الكثير من القوى المعادية للمسلمين عن المواجهة العسكرية في تلك الفترة على الأقل. لذلك أراد النبي محاسبة اليهود وقبائل نجد حتى يتم الأمن والسلام، ويسود الهدوء في المنطقة، ويفرغ المسلمون من الصراع الدامي المتواصل إلى تبليغ رسالة الله سبحانه وتعالى والدعوة إليه. 2- تحمل الغزوة الكثير من الجوانب الإيمانية، مثل: الإخلاص والصبر، فالإنسان في هذه الحياة الفانية يسعى إلى تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، ودراسةُ التاريخ الإسلامي دون غاية أو هدف عمل غير مجد، وإضاعة للعمر فيما لا طائل من ورائه، لذلك ينبغي على كل فرد مسلم أن تكون غايته وهدفه من دراسة وفهم التاريخ الإسلامي هي خدمة العقيدة الإسلامية، وذلك حتى يتسنى للإنسان أخذ الدروس والتوجيهات المستمدة من ذلك التاريخ الزاهر؛ لأن ذلك مما يزيد المسلمَ طاعةً لربه، وقوّةً في إيمانه ( ). 3- غزوة خيبر تحمل من المعاني والدروس الدعوية الشيء الكثير، مثل: البدء بالتوحيد والتركيز عليه، وفضل الدعوة إلى الله، والحرص على هداية المدعوين، فالغزوة من بدايتها ابتداًمن التهيؤ للغزو إلى الرجوع إلى المدينة، تحمل بين طيا تها دروسا ودلالات دعوية كثيرة، يكفي أنها قضت على الوجود اليهودي، وعلى تحركاتهم، ومنازعتهم الدعوة وتأليبهم القبائل ضدها. 4- تأتي أهمية غزوة خيبر ودراستها من كونها آخر معقل من معاقل الوجود اليهودي في جزيرة العرب، استطاع النبي أن يفتح الكثير من أجزاء الجزيرة العربية بعدها،