حديث القرآن الكريم عن أهل الكتاب في سورة المائدة : دراسة بلاغية تحليلية / إعداد محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الخضير ؛ إشراف صالح بن محمد الزهراني.
أظهرتْ هذه الرسالةُ بلاغةَ القرآن الكريم وهو يتحدث عن أهل الكتاب – اليهود والنصارى – في سورةِ المائدة ، تلك السورة المدنية التي هي من أواخر السور نزولاً ، وقد واكب نزولها قوة شوكة المسلمين وارتفاع شأنهم . وكان السبيل إلى الكشف عن بلاغة هذا الحديث قد بدأ بتمهيد أبان المرادَ بأهل الكتاب ، وموقفهم من الإسلام وأهله ، وموقف الإسلام منهم ، ثم عرَّف بسورة المائدة ، أسمائها ، وما ورد في فضلها ، ونزولها ، ومقاصدها ، وموضوعاتها . ثم تناول الفصلُ الأوَّلُ من البحث النظمَ التَّرتيبيَّ لآيات الحديث عن أهل الكتاب في السورة فكشف بدائع وأسرار هذا التَّرتيب داخل السورة وخارجها . بعد ذلك ابتدأت دراسةُ آيات الحديث عن أهل الكتاب دراسةً بلاغيَّةً تطبيقيَّة ، فكان الفصل الثاني دراسةً تحليليَّةً لكلِّ ما يتعلَّق بخصائص التَّراكيب ابتداءً بالمفردة في سياق الآية الكريمة مرورًا بالجملة وأحوالها وانتهاءً بالجُمَلِ وأسرارها . وكان الفصل الثالث معقد النظر في الخصائص البيانيَّة لآيات الحديث عن أهل الكتاب في سورة المائدة فكشف بلاغة التَّشبيه ، وسرَّ التعبير بالمجاز العقلي واللغوي بنوعيه ، وفوائد التعبير بأسلوبي الكناية والتَّعريض ، وإسهامهما في كشف مواقف الفريقين وسجاياهم ، ومجادلتهم ، وإبطال عقائدهم الزائفة . أمَّا الفصل الرابع فكان ميدانًا للكشف عن خصائص البديع في حديث السورة عن اليهود والنصارى ، فَعَرَضَ هذا الفصلُ المحسِّناتِ المعنويَّةَ والمحسِّناتِ اللفظيَّةَ الواردةَ في هذا الحديث ، وَكَشَفَ عن القِيَمِ البلاغيَّةِ التي تفيدها هذه المحسِّناتُ في جمالِ التَّعبير عنهم . تلا هذه الفصول خاتمةٌ ضُمِّنت أبرز نتائج البحث وتوصياته ، ثم فهارس فنيَّة تُعِين مَنْ له في البحثِ مَطْلَبُ . وبعد ، أشهد أنَّ الله حقٌّ ، وأنَّ نبيَّه محمَّدًا خاتم المرسلين حقٌّ ، وأنَّ الله قد أنزل إليه القرآن العظيم بالحقِّ مصدِّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه ، ومن شكَّ في ذلك فليتدبَّر كتاب الله المشتمل على الحق في أخباره ، وأوامره ، ونواهيه . والله أسأل أن يهديَ كلَّ ضالٍّ إلى طريق الرشد والسداد ، وأن ينفع بهذه الدراسة من