حقوق الشاهد وواجباته دراسة مقارنة /
ملخص الرسالة :أنه لا ريب أن الشريعة الإسلامية كمُلت فقد قال سبحانه:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ﴾ .. ومن كمال الشريعة مجيئها بحفظ الحقوق، سواء أكانت للخالق أم للمخلوق، وسواء أكان المخلوق بشراً أم حيواناً، وسواء أكان البشر ذكراً أم أنثى، صغيراً أم كبيراً باختلاف صفته في الحياة، أباً كان أو ابناً، زوجاً أو قريباً، عاملاً أو عاطلاً، غنياً كان أو فقيراً.. كما أن من حفظ الحقوق بين الناس في معاملاتهم، وتصرفاتهم، إثباتها كتابة أو إشهاداً أو غير ذلك من طرق الإثبات.. ولاشك أن من أعظم طرق الإثبات الشهادة، والقائم بها يسمى شاهداً، وهو عليُ القدر، رفيع المنزلة لا أدل على ذلك من أن الله سبحانه نسب الشهادة إلى نفسه، وشرف بها ملائكته، فقال: ﴿لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا﴾ .. وهو على كونه أداة لحفظ الحقوق، عاملاً مهماً في صلاح المجتمع وتحصينه من الفوضوية والتخبط والانحطاط، وذلك عن طريق مساهمته الفاعلة في الحد من الجرائم، ومعاقبة المجرمين، وإيضاح حقائق الأمور في النزاعات المؤدية إلى الجريمة.. بهذا يتبين أن الشاهد ذو مهمة كبيرة، يناط به أمور عدة، كما أنه يتعامل مع أصناف مختلفة من الناس، من محقق، وقاض، وخصم.. وفي تحديد ماله، وعليه.. ضبط لعملية الشهادة وتوضيح لها.. وما للشاهد يسمى حقوقاً وما عليه يُدعى بالواجبات.. إضافة إلى هذا: 1. ما للشهادة من أهمية.. مقررة في الماضي والحاضر. 2. درء عزوف الناس عن الشهادة، بمعرفتهم لحقوقهم وواجباتهم حين القيام بها. 3. تبيين مدى سلطة مستجوب الشهود، بحيث يتقيد بها، ويؤمن الحيف