جذوة المقتبس للحميدي الأندلسي دراسة تاريخية /
أهمية الموضوع : كتاب ( جذوة المقتبس ) جاء حلقة مهمة في طليعة سلسلة كتب التراجم الأندلسية ، بدأه مصنفه بمقدمة تاريخية عن بلاد الأندلس امتدت من الفتح الإسلامي لها إلى حوالي سنة (445 هـ/1053م) بوفاة محمد بن إدريس بن حمود (438/ 445هـ ) بمالقة في هذه السنة ، وأما التراجم فقد شملت تلك الفترة من تاريخ الأندلس وحتى سنة 463هـ , والذي يعد آخر تاريخ للوفيات بالجذوة . وقد تناول فيه مؤلفه تراجم متنوعة المشارب في أنحاء شتى من المعرفة الإسلامية ، وسد به فراغاً كبيراً في هذا الجانب بعد مصنف ابن الفرضي (ت 403هـ/1013م) في تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس ، وكان تأليفه نابعاً عن حاجة علمية له عند المشارقة وبطلب منهم ، ولكنه احتل مع ذلك منـزلة رفيعة بين المصنفات الأندلسية في التاريخ . ولذا فقد استهدفت هذه الدراسة تسليط الأضواء على حياة واحد من أهم العلماء المسلمين الذين صنفوا في تاريخ الأندلس ورجالاته ، وعلى مصنفه الذي أُلف في حقبة من أهم الحقب التاريخية لتلك البلاد ، كما أنه جدير بنا ونحن نقتفي آثار أولئك السلف ، ونترسم خطاهم , ونفيد من معارفهم وعلومهم ، أن نكون أوفياء لهم فنقدرهم حق قدرهم ونحيي بمثل هذه الدراسات ذكراهم ، ونُعرف الأجيال بنتاجهم ومكانتهم كذلك اتجهت الدراسة إلى إبراز جهوده في الكتابة التاريخية ، والتعرف على منهجه فيها ، من خلال كتاب الجذوة الذي هو أهم ما كتبه في هذا الميدان ، بما يسهم في تتبع تطور الكتابة التاريخية وما استجد فيها من مناهج وآراء ، فهي في مجملها دراسة تاريخية نقدية تحاول أن تعتمد على فحص المصادر التاريخية ونقد رواياتها ، وتقديم مادة علمية تتسم بالأصالة ، وتبرز قيمة المادة التاريخية التي تناولناها بالدراسة والتحليل والتقويم لمواردها باعتبارها المنابع الأولية لمعرفتنا بالوقائع التاريخية والأحداث السالفة