تتجلّى أهمية البحث في الرؤية الجديدة التي يبنيها في فهم العملية الإبداعية بالاستناد إلى الجذور التراثية الأصيلة التي حملها كتاب (عيار الشعر)، مع وصلها بالمعارف الحديثة والدرس النقدي المعاصر؛ ممّا يخرج إلى السّاحة النقدية معرفةً أصيلة الهوية، عصرية المضمون، ترفع الستار عن جوانب كانت خفية في العملية الإبداعية عند ابن طباطبا خاصّة، وفي الدرس النقدي القديم عامّة. كلّ ذلك عبر منهج وصفي تحليلي مع الاستفادة من معطيات النقد التطبيقي للوصول في نهاية البحث إلى قراءة البنية العميقة لرؤية العيار ومن ثمّ إطلاق فهم جديد لكثير من المصطلحات الواردة فيه واستحداث رؤى جديدة تعين على تثبيت جسور نقدية تواصلية بين القديم والحديث من جهة الشعرية وبعض العلوم الإنسانية الرافدة للنقد الأدبي. دون إغفال الوقوف على ما تناثر من إشارات ثاقبة في الأصول النقدية المُتمثلة في أمهات الكتب القديمة، والانطلاق منها إلى بعض النظريات الحديثة وإثبات صلتها الوثيقة بما وصلت إليه. وهذا ما استلزم قراءة أصله الثابت في التراث، لتؤتي أُكُلَها بعد حين بإذن ربِّها في مختلف الأنساق النقدية والعلمية المتنوعة المسخّرة لخدمة علوم العربية. مع الدأب على مجانبة التكرار قدر المتاح، والاستفادة من الدراسات السابقة حول موضوع الإبداع من جهة وعيار الشعر من جهة أخرى، وفق ما تقتضيه طبيعة الدراسة ومنهج البحث العلمي، من اتّكاء على التطبيق والاستنتاج مع بُعدٍ عن السّرد التاريخي إلا بما يعين الوصول إلى مقصد البحث.