تكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها لموضوع الجودة الشاملـة بـإدارات رياض الأطفال بمكة المكرمة من منطلق ما تُقدمه هذه المؤسسات من دور تربوي هام في بناء شخصية الطفل ، ودورها التعليمي في صقل كل مـا يتلقاه بعد هذه المرحلة ، وكذلك دورها الاجتماعي من خلال رعاية ودعـم أطفال المرأة العاملة والمجتمع . كون إدارة رياض الأطفال بمدينة مكة المكرمة تفتقد لنمـوذج إدارة الجودة الشاملة الذي يجسد الدور الهام والحيوي الذي تؤديه الإدارة في مجمل الحياة التعليمية بكل تفاصيلها، وافتقادها إلى معايير موحّدة وثابتة يقوم عليها التطبيق الإداري في الواقع العملي حيث أن النظـرة للإدارة من مجرد المسؤولية الإدارية قد تغيرت لتصبح القيادة المركزيـة لعمليـات التغييـر هي مسؤولية القيادة الإدارية . وهناك أنماط إدارية مختلفة تتبعها إدارات رياض الأطفال حالياً منهـا ما يُستمد من مصادر السُلطة وهي [ النمط التقليـدي ـ النمـط الجـذاب ـ النمـط العقلاني ] ، ومنها ما يُستمد من السلوك الإداري وهي [ النمط الاستبدادي ـ النمط الديموقراطي ـ النمط الإنساني ـ النمط الفوضوي ""الترسلي"" ] . ولا تتساوى مُخرجات التعليم بهذه الأنماط المتعـددة مـع مُخرجات التعليم بأسلوب إدارة الجودة الشاملة ، والتي تشمل بعض هذه الأنمـاط الإدارية مع استبعاد الأنماط التي لا يتحقق منها هدف الجودة . "" الحريري ـ 1423هـ ص114 "" لذلك تسعى هذه الدراسة إلى رفع مستـوى مُدخـلات الأداء في ريـاض الأطفال مما يساعد على تحسين المُخرجات ، وذلك بتبني مفاهيـم إدارة الجـودة الشاملة ومبادئها وتوظيفها لأجل النهوض بالعمليات التعليمية والإدارية إلى مستوى متطور ، واقتراح نموذج إداري متكامل بمعايير محددة للهيكل التنظيمي لإدارات رياض الأطفال بمدينة مكة المكرمة.