موقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي من حرب الأيام الستة صفر 1387 هـ / يونيو 1967 م.
لقد كان بروز دور الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى على الساحة السياسية العالمية، وأفول النفوذ الغربي المتمثل في بريطانيا وفرنسا، وخروجهم من معظم مستعمراتهم في منطقة الشرق الأوسط، قد دفع كل ذلك بالولايات المتحدة الأمريكية إلى السعي لوراثة الدور الغربي في المنطقة، والذي كان يقوم به حلفائها الغربيين في السابق. في الوقت الذي بدأ فيه الاتحاد السوفيتي ينظر إلى منطقة الشرق الأوسط كهدف لمد نفوذه فيها، خاصة بعد أن اتضحت الأهمية الاستراتيجية للمنطقة في حقبة الحرب الباردة. ومن هنا أصبحت الحرب الباردة وسياسة احتواء الاتحاد السوفيتي هما الهدف الأساسي للسياسة الأمريكية في المنطقة. وكانت قضية الصراع العربي–الإسرائيلي هي المدخل للتنافس بين الدولتين العظميين على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط. حيث اتخذت كل منهما حلفاء إقليميين في المنطقة التي كانت تموج بالخلافات والصراعات الإقليمية. وكان تدخل الدولتين العظميين في قضية الصراع الدائر في الشرق الأوسط، أحد العوامل الهامة في تقرير حدة الصراع ونتائجه. ويتعرض هذا البحث بالدراسة لموقف القوتين العظميين-الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي-من حرب الخامس من يونيو 1967 م. والتي على الرغم من أنها كانت صراعاً إقليمياً، إلا أن سياسة الدولتين قبل وأثناء وبعد هذه الحرب، قد اعتبرت متغير أساسي في هذه الحرب، بالنظر إلى ما تركه موقف الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من أثر على مجريات الأحداث أثناء الحرب وبعدها. وتكمن أهمية البحث في أنه يتناول موضوعاً هاماً وفترة مهمة من فترات الصراع العربي–الإسرائيلي، من حيث الأثر الذي تركته هذه الحرب سواء على القوى الإقليمية المشاركة في الصراع، أو على موازين القوى العالمية من جهة التنافس بين القطبين على تحديد مناطق نفوذهما، ورجوح كفة توازن القوى لصالح إحدى الدولتين العظميي