إن عند البلاغيين ودلالاتها النظمية في سورة البقرة

Extent
1 item
Thesis Type
أطروحة (ماجستير)-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية اللغة العربية، قسم البلاغة والنقد، 1427 هـ.
Abstract

والموضوع يختص بـ""إنّ"" المكسورة الهمزة، ويهدف إلى دراسة الدلالات وأسرارها البلاغيّة عند البلاغيين من القرن الثاني حتى نهاية القرن الثامن الهجريين، دراسة علميّة، استقرائيّة، تأصيليّة، تحليليّة؛ بإبراز جهودهم في تناولها، وتحليل شواهدهم من القرآن الكريم وغيره، ثم تتويج ذلك كلّه بدراسة تحليلية لدلالاتها النظميّة وأسرارها البلاغيّة في سورة البقرة؛ تأكيدا لأثر هذا الحرف في سياق النظم القرآني؛ وكشفا عن جانب من الإعجاز البلاغيّ لهذا الكتاب العظيم في موضوع هذه الدراسة. يتخلل ذلك الاستقراء وهذا التتويج آراء لبلاغيين ونقاد محدثين بهدف البيان، أوالاحتجاج، أو المناقشة...إلخ. أمّا البلاغيون في هذه الرسالة فمدلوله أوسع من أن يقصد بهم فقط من ألَّف في البلاغة؛ فأقصد بهم من له جهود بلاغيّة، اشتهر بالبلاغة أم بغيره مع جهد بلاغي يفيد الموضوع وبخاصة أولئك الذين يصعب حصرهم على فنّ أو علم معيّن قبل استقرار البحث البلاغي، وسواء كان له مؤلَّف في البلاغة أم لا، من اللغويين والنحويين ودارسي إعجاز القرآن ومفسرّيه أم من نقدة الشعر والكلام البليغ ومن ألّف في البلاغة أو اشتهر فيها. هذا المقصود هو الذي يتناسب مع التتبع التاريخي للدلالات في المدّة المشار إليها. أهميّة الموضوع: لهذا الموضوع أهميّة كبيرة تتمثل في الأمور الآتية: - أنّ دلالات ""إنّ"" وأسرارها البلاغية لا تُدرَك إلاّ بقوّة التبصُّر، وحسن التدبُّر، ورهافةِ الذوق، وإنعام النظر في النظم، والتركيز على السياق والقرائن ومناسبة المقام؛ إذ بدون هذه لا يتوصل إلى تلك الدلالات وأسرارها. - أنّ هذه الدلالات كثيرةٌ لا تُحصى، وبينها فروق خفيّة، قال عنها عبد القاهر الجرجاني: ليس يجهلها العامة وكثير من الخاصة فحسب، وليس يجهلونها –فقط- في موضع، ويعرفونها في آخر، بل لا يدرون أنّها هي، ولا يعلمونها في جملة ولا تفصيل [دلائل الإعجاز/315]. - وعلى كثرتها فالعجب العجاب مما يكاد يكون حصرا لتلك الدلالات عند أكثر البلاغيين والنقاد في أضرب الخبر الثلاثة: ابتدائي، وطلبي، وإنكاري، يتبعه تناقلٌ لقصة الفيلسوف الكندي مع ثعلب -على الصحيح- وفيها أنّه ركب ليسأل عن وجود حشو في كلام العرب؛ بقولهم: زيد قائم، وإنّ زيدا قائم، وإنّ زيدا لقائم، وتردادٌ لقصة بشار بن برد مع خلف الأحمر وأبي عمرو بن العلاء حول استبدال الفاء بـ""إنّ"" في بيته المشهور: بكّرا صاحبيّ قبل الهجير إنّ ذاك النجاح في التبكير - ومما يدل على أهميّة هذا الموضوع أنّ الشيخ عبد القاهر يقول -بعد ذكر عدّة مواقع لـ""إنّ"" وأثرها في دقة النظم وغموض الدلالة وخفائها- يقول: ((وليس الذي يعرض بسبب هذا الحرف من الدقائق والأمور الخفيّة بالشيء يدرك بالهوينى، ونحن نقتصر الآن على ما ذكرنا، ونأخذ في القول عليها إذا اتصلت بها ""ما""))[دلائل الإعجاز/327]. إنّ عبد القاهر إنّما قال هذا بعد خشيته من أن يصرفه هذا الحرف ودلالاته الخفيّة عن غيره، ولينبه مَن بعده إلى مواصلة التنقيب والبحث، والتذوق والاستدراك، لكنّ البلاغيين بعده -كما يقول د. أبو موسى- أخذوا عنه أضعف ما قاله في هذا الحرف فأسسوا عليه باب أضرب الخبر الذي وضعوه حذو جواب أبي العباس للفيلسوف الكندي، بل وغفل أولئك البلاغيون والنقاد عن أنّ هذا الحرف كان عند عبد القاهر مصدر إشعاع علمي وذوقي لما بزّ فيه غيره من تفصيل القول في باب القصر وطرقه وتحليل شواهده[ مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني، د. محمد أبو موسى/101] - أنّ مواطن هذه الدلالات لا تقتصر على علم المعاني ( أضرب الخبر في الإسناد الخبري، والقصر، والفصل والوصل) وإنّما تشمل-أيضا- أبوابا في البديع والبيان، حسبما يقتضيه الكلام البليغ شعره ونثره، وتقتضيه مطابقته للحال؛ لذا سعت هذه الرسالة إلى ترسيخ هذه الشموليّة، بدلا من الاقتصار على الإسناد الخبري. - رغبتي في الجمع بين الحسنيين، العلم وكسب الأجر؛ بدراسة هذا الحرف ودلالاته عند البلاغيين ثم تحليل دلالاته النظميّة وبيان بعض أسراره في القرآن الكريم.

Member of
Same Subject