تتناول هذه الدراسة موضوع نشاط الوكالة اليهودية في عدن في الفترة بين 1341-1370/ 1922- 1950 م , ويعد الموضوع مهما في تخصصه حيث لم تتناول الدراسات السابقة بصورة مركزة نشاط الوكالة اليهودية في اليمن الذي اتخذ من عدن مركزا له . وتهدف الدراسة إلي تسليط الضوء بصورة مباشرة على النشاط الصهيوني في عدن , والكشف عن الأساليب والوسائل المختلفة التي اتبعتها الوكالة اليهودية مع يهود اليمن وعدن حيث استطاعت فيما بعد إقناعهم بالهجرة إلى فلسطين . وتستعرض الدراسة الجوانب المختلفة لحياة يهود اليمن وعدن الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسة , وعلاقتهم ببقية السكان والسلطات المختلفة , ومدى ما تمتع به يهود اليمن وعدن من الحرية العقدية والقضائية . تتناول الدراسة أيضا بداية اتصال الوكالة اليهودية بيهود اليمن وعدن وتتبع مراحل ذلك النشاط الذي أثمر فيما بعد في إقناع يهود اليمن وعدن بالهجرة إلى فلسطين حيث يعدون أول من هاجر من يهود العالم العربي إلى هناك , كما تتتبع الدراسة مراحل هجرة يهود اليمن وعدن إلى فلسطين التي مرت بعدة مراحل هي مرحلة ما قبل نشاط الوكالة اليهودية من 1881-1920 , والمرحلة الثانية وهي مرحلة ما بعد نشاط الوكالة اليهودية وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين المرحلة الأولى من 1921 -1947 والمرحلة الثانية و الأخيرة تمثل الهجرة الجماعية الكبرى ليهود اليمن من 1948 – 1950 والتي أطلق عليها عملية "" البساط السحري "" . كما تبرز هذه الدراسة أيضا دور السلطات البريطانية في عدن وأثرها في تذليل العقبات أمام النشاط الصهيوني , ويتضح ذلك جليا في المعسكرات التي سمحت بإقامتها وأنفقت عليها في عدن لجمع اليهود من مختلف أرجاء اليمن استعدادا لتهجيرهم إلى فلسطين . كما وتلقي الدراسة الضوء على تلك المعسكرات التي حُشد فيها اليهود في عدن استعدادا لنقلهم إلى فلسطين المحتلة ، وتتناول اضطرابات عدن عام 1947 وما ترتب عليها من قوانين وأثرها في تسريع عملية التهجير الجماعي لليهود من عدن إلى فلسطين . كما تتناول الدراسة عملية "" البساط السحري "" وما سبقها من إعداد وتجهيز مشترك بين السلطات البريطانية والوكالة اليهودية . وتخلص الدراسة إلى أن عملية هجرة يهود اليمن وعدن إلى فلسطين لم تحدث نتيجة اضطهاد ديني أو سياسي أو اجتماعي بل كان نتيجة ذلك النشاط المكثف للوكالة اليهودية بالإضافة إلى سياسة السلطات البريطانية الداعمة لهذا النشاط في عدن .