إن لهذا الموضوع أهميتين بالغتين إحداهما بالنسبة للمؤلف ، والأخرى للموضوع نفسه فبالنسبة للمؤلف فهو التعريف بمكانة القدوري العلمية، ومنزلته الأصولية؛ وذلك لإشاراته المستمرة وتصريحه بالقواعد الأصولية ،وأهميتها في الترجيح في أغلب المسائل التي أوردها في كتابه . أما بالنسبة للموضوع ، فمن الجانب النظري يعتبر قادح النقض من أهم قوادح العلة ، بل يرد كثيرا في الأمثلة والمسائل الفقهية خاصة بين المتناظرين سواء في هذا الكتاب أو غيره ، ولما له من تأثير في استدلالات الفقهاء والأصوليين . ومن الجانب التطبيقي كثرة التطبيقات الفقهية في كتاب التجريد على هذا القادح في جميع أبواب الفقه أسباب اختيار الموضوع : أولا :الرغبة في خدمة هذا العلَم ، والنهل من معينه ، والتضلع من كتبه لاسيّما( التجريد) الذي يعتبر بحق موسوعة فقهية مقارنة . ثانيا : إن كتاب التجريد وإن كان فقهيا غير أنه مليء بالمسائل الأصولية التي تحتاج إلى دراسات كثيرة ؛ لما في هذا الكتاب من علم غزير وفقه واسع . ثالثا : إحالة بعض علماء الأصول إلى آراء هذا العالم الفذ مثل الزركشي في (البحر المحيط ( )) ، وابن تيمية في (المسودة) والشوكاني في ( إرشاد الفحول ( )) وغيرهم . رابعا : إن قادح النقض وإن خُدم في الدراسات الحديثة من الجهة النظرية إلا أنه بحاجة إلى خدمة من الناحية التطبيقية ؛ وذلك أن هذه الدراسات غالبا ماتكتفي بنقل الأمثلة التطبيقية من كتب الأصول ، ومعلوم أن مافي الكتب الأصولية أمثلة محصورة ينقل فيها المتأخر عن المتقدم ، فكان هذا البحث فرصة لي أن أستخرج أمثلة جديدة من ( التجريد ) لكثرة الأمثلة في هذا المجال . خامسا:الرغبة في الحصول على الملكة الفقهية في تخريج الفروع على الأصول .