قواعد نقد القراءات دراسة نظرية تطبيقية /
لما كان السند هو الطريق الموصل إلى المتن، وأن الأصل الذي يعتمد عليه في قبول القراءات هو صحّة إسنادها، وأنها الركن الأساس من أركان القراءات المتواترة، فإن هذا المبحث يتناول ضعف الرواة والطرق ومرويّاتهم، وأوهام مؤلفي القراءات في عزوهم الروايات إلى غير قارئيها. ذلك أن القراء بعد الصحابة ? والتابعين ومن بعدهم تجردوا للقراءة والإقراء، فكثروا وتفرقوا في البلدان، وخلفهم أمم بعد أمم قد كثر بينهم الاختلاف في القراءات، وصفاتهم متفاوتة في الضبط والإتقان، فلما قل الضبط، واتسع الخرق في ذلك قام جهابذة العلماء بضبط ما رووه، وتقسيم أحوال الإسناد إلى قراءة، ورواية، وطريق، ووجه، مما دفعهم إلى الاهتمام بنقد القراءات اهتماماً كبيراً في وضع لبنات النقد رواية ودراية، كاهتمام المحدّثين بنقد الحديث سنداً ومتناً؛ فلذلك لم يدع علماء القراءات جانباً من جوانب القراءات القرآنية، سواء كان سنداً، أو متناً إلا حرّروه تحريراً دقيقاً؛ للتمييز بين الصحيح والضعيف، وبين