إن التعليم يعد من أبرز مظاهر التطور الحضاري التي شهدته المملكة العربية السعودية في القرن الرابع عشر الهجري ، يستمد مقومات نجاحه من الأصول التي قام عليها التعليم في المملكة في بداياته، وإن معرفة البدايات تقود بلا شك إلى وضع خطط للمستقبل، وإن التعليم في مدينة الرياض خلال المدة مــن 1319هـ- 1379هـ، بنوعيه التقليدي الأولي والمتقدم، والحديث ( الرسمي وغير الرسمي) ، يمثل نموذجا لهذه البدايات التي شهدت مدينة الرياض خلالها عددا من المتغيرات في مكتسباتها الثقافية، والفكرية، والحضارية، والتي كان لها انعكاس إيجابي مباشر على مسيرة التعليم فيها، ومن هنا تنبع أهمية دراسة تاريخ التعليم في الرياض في هذه الفترة ، مما دفع بالباحث إلى محاولة إبراز تلك المظاهر في تاريخ مدينة الرياض الحضاري . إن من أهم الاسباب التي دفعت الباحث للقيام بهذه الدراسة تكمن في التالي : 1ـ أن الدراسة جديدة في موضوعها،ولا توجد حسب علم الباحث دراسة علمية مستقلة تناولت تاريخ التعليم في مدينة الرياض في المدة الزمنية التي حددها الباحث من عام 1319- 1379هـ . 2ـ توفر عدد من المصادر الأولية لموضوع الدراسة لدى الباحث والتي لم تنشر من قبل،والتي تعطي دلالة ومؤشرا عن التعليم في مدة الدراسة،ومن هذه المصادر الأولية الأشرطة الصوتية التي سجلها شهود الحال خلال تلك المدة أو قريبا منها والتي يعدها الباحث مصدرا مهما لتوثيق الأحداث والوقائع التعليمية في حينها. 3- النطاق المكاني للدراسة هو مدينة الرياض،عاصمة المملكة العربية السعودية، ،وجديرة أن يكتب عن تاريخها القديم والحديث العديد من الدراسات ،ومنها الدراسات المهتمة بتاريخ التعليم فيها