تأثير مستخلص الميثانول لتمر العجوة على الخلايا السرطانية معمليا وعلى فئران التجارب
إن استعمال الأدوية الصناعيةِ لَهُ آثار جانبية خطيرة، خصوصاً تلك المُجرّبةِ ضد الأمراضِ الخطرةِ. لذا، فمن المستحسن العَودة إلى المُنتَجاتِ الطبيعيةِ والنباتاتِ الطبيةِ للتَغَلُّب على الآثار الجانبية للمواد الكيماوية. يعتبر التمر محصولُ مهمُ في المناطقِ القاحلةِ ونصفِ القاحلةِ مِنْ العالمِ بما في ذلك الخليج العربي. ينضج التمر خلال ثلاث مراحلِ مختلفة من حيث اللون والقوام والنكهة فيكون التمر في المرحلة الأولى اخضر اللون غير صالح للاك لاما المرحلة الثانية فهي مرحلة الرطب حيث يأخذ اللون البني الفاتح ثم يجف بعد ذلك للمرحلة الأخيرة وهي مايسمى بالتمر ويأخذ اللون البني الداكن يعتبر التمر من مصادر الغذاء الغنية بالطاقة لاحتوائه على مستوى عالي من السكريات كما يعد مصدر جيد للحديد والبوتاسيوم واليود مع انخفاض معدلات الدهون والبروتين فيه كما يستخدم التمر في العلاج الشعبي لمعالجة السرطان والعديد من الأمراض . هناك أنواع مختلفة من التمر منتشرة في أنحاء العالم وتأخذ أسماء مختلفة وبعنبر العجوة من أشهر تمور المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية ويسمى عجوة المدينة . في هذه الدراسة تم تقييم مستخلص الميثانول لرطب العجوة MARE كمادة مضادة للسرطان حيث تم دراسة السمية الخلوية cytotoxicity لـ MARE على خلية سرطان الكبد Hepg2 وخلية سرطان الثدي MCF7 وخلية طبيعية غير مصابة Vero (كمقياس) باستخدام تقنية SRB staining .أظهرت الدراسة سمية عالية لــ MAREضد الخلايا السرطانية المختبرة حيث أعطت خلايا Hepg2 قيمة IC501,5 μg/ml وأعطت خلايا MCF7 قيمة IC50 2 μg/ml مقارنة بالخلية المقياس Vero حيث أعطت قيمة IC50 5 μg/ml وعليه فان MARE مادة فعالة ضد الخلايا السرطانية وبناء على تعليمات معهد السرطان القومي الأمريكي فان أي مستخلص له قيمة IC50 اقل من 30 μg/ml يعتبر فعال . تم في هذه الدراسة اختبار تأثير MARE على خلايا ايرلش السرطانية EAC في 100 فار من نوع Swiss albino mice وذلك بقياس فترة البقاء survival time خلال 24 و 48 ساعة من الحقن بخلايا EAC حيث قسمت الفئران إلى أربعة مجاميع كل مجموعة تتكون من 25 فار تحت برنامج غذائي معين . المجموعة الأولى هي مجموعة القياس وهي التي لم تتلقى أي نوع من المعالجة المجوعة الثانية تم حقنها بـ 0,2ml من EAC في منطقة التجويف ألبطني بما يعادل 5×106 EAC في اليوم الأول فقط المجموعة الثالثة تم حقنها بـ 0,2ml من EAC في منطقة التجويف ألبطني بما يعادل 5×106 EAC مع معالجتها 200 μg /kg من MARE في اليوم الأول فقط المجموعة الرابعة تم حقنها بـ200 μg /kg من MARE في اليوم الأول فقط .أظهرت النتائج انخفاض في نسبة وفيات الفئران في المجموعة الثالثة (6,8% بعد24 ساعة و20% بعد 48 ساعة ) مقارنة بالمجموعة الثانية (53,3% بعد 24 ساعة و65% بعد 48 ساعة ) وذلك لتأثير MARE على خلايا EAC كما أن المعالجة بـ MARE لم تظهر أي سمية واضحة على فئران التجارب وهذا يتضح من انخفاض نسبة الوفيات في المجموعة الرابعة والتي حقنت بـ MARE فقط . وفي هذه الدراسة تم مقارنة متوسط فترات البقاء The median survival time MST لمجاميع الفئران بمجموعة القياس وذلك بحساب معدل الزيادة في فترة البقاء Increase in life span لكل مجموعة وأظهرت النتائج وفاة جميع الفئران في المجموعة الثانية بعد31±3,46 يوم من الحقن بـ EAC بينما أظهرت المجموعة الثالثة والرابعة زيادة معنوية في فترة البقاء (P < 0.001) بمعدل فترة بقاء 53± 0,35 يوم وتدل هذه الزيادة المعنوية في متوسط فترة البقاء للمجموعة الثالثة والرابعة مقارنة بالمجموعة الثانية على تأثير MARE على خلايا EAC ونستنتج من ذلك إن MARE يمكن أن يعد من مصادر المركبات المستخدمة كمضادات للسرطان .