تعدد التوجيه الإعرابي لآيات القرآن الكريم في ضوء الاتجاه العقدي جمعا ودراسة/

Publication date (free text)
2004
Extent
1 item
Thesis Type
أطروحة (دكتوراه)-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية اللغة العربية، قسم النحو والصرف وفقه اللغة،2004
Abstract

أهمية الموضوع : بعد طول تأمل في طبيعة استجلاء المعربين والمفسرين وأرباب المقالات العقدية للتوجيه الإعرابي لآيات القرآن الكريم رأيت - بعد الاستعانة بالله  ثم مشورة جمعٍ مباركٍ من الأساتذة الكرام والزملاء الأفاضل – أن أتناول هذا الموضوع من خلال إبراز أهم العوامل المؤثرة فيه وهو الأثر العقدي، بعد أن تجلَّت لي أهميته في مظاهر كثيرة، منها: أولاً: أنه كشفٌ عن أهم أسس الاختيار والترجيح لدى المعربين، وذلك بالربط بين التوجيه الإعرابي والتوجه العقدي من خلال رصدٍ - قدر الجهد - لمواضع الأثر العقدي في التوجيه الإعرابي لآيات القرآن الكريم، ليكون المطالع في هذه التوجيهات الإعرابية على معرفة وإدراك بخلفيات كل توجيه إعرابي، ومن ثمّ يبقى له اختيار الأسلم والأوفق من هذه التوجيهات الإعرابية، أو على أقل الأحوال السلامة من مجاراة بعض المعربين بالتسليم باللوازم العقدية للتوجيه الإعرابي، التي قد تخفى بالاطلاع القريب، وليس بمقدور كل أحد التفطن لها والكشف عنها، إذ ليس من الضروري أن يصرح المعرب بمنزعه العقدي، بل قد يُغفل ذلك في بعض المواضع اضطراراً أو اختياراً كما تصوِّر مثله المحاورة العلمية التي رواها الزجاجي "" عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال: حضرت مجلس المازني، وقد قيل له: لم قَلَّتْ روايتُك عن الأصمعي؟ فقال: رُميتُ عنده بالقدر والميل إلى مذهب أهل الاعتزال. فجئته يوماً وهو في مجلسه، فقال لي: ما تقول في قوله الله تعالى { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [سورة القمر 54/49] ؟ فقلت: سيبويه يذهب إلى أن الرفع فيه أقوى من النصب في العربية، ولكن أبت عامة القراء، إلا النصب، ونحن نقرؤها كذلك اتباعاً؛ لأن القراءة سنة. فقال لي: ما الفرق بين الرفع والنصب في المعنى ؟ فعلمت مراده وخشيت أن يغري العامة بي فقلت: الرفع بالابتداء، والنصب بإضمار فعل. وتعاميت عليه ""( ). ونحو هذه الصورة كثير مما لا يكون الربط العقدي ظاهراً فيها كما يعرضه البحث في مسائله وفصوله بإذن الله. وإذا كان بعض أولي العلم قد تمرّ عليه أساليب بعض المفسرين والمعربين من أرباب المذاهب الكلامية، ولا يدرك أبعادها العقدية لخفائها ودقة استعمال الأساليب اللغوية في التوظيف العقدي لآيات القرآن الكريم، حت غدا بعضها من الشيء "" الخفي الذي هو أدق من دبيب النمل، يكاد الاطلاع عليه أن يكون كشفاً ""( ) فإن غيرهم من باب أولى. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"" ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحاً، ويدسّ البدع في كلامه...حتى إنه يروجُ على خلقٍ كثيرٍ ممن لا يعتقدُ الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله. وقد رأيتُ من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يُعلم أو يُعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك ""( ). ثانياً: أن فيه اقتفاءً لأثر سلفنا الصالح في الاهتمام بهذا النوع من العلم حيث إنهم قدّروا له قدره، وأدركوا خطورة مسلك بعض أرباب المقالات العقدية تمرير مبادئهم الكلامية من خلال التوجيه الإعرابي فبذلوا جهداً في الإشارة إلى التوظيف الكلامي للتوجيهات الإعرابية لآيات القرآن الكريم من خلال مؤلفاتهم ومجالسهم العلمية منذ وقت مبكر كما أبرزته أمثال تلك الحكاية السابقة، التي حملت دلالات متعددة يطول عرضها، تخلص إلى أهمية هذا النوع من الدراسة وقيمتها العلمية

Member of