وتبرز أهمية موضوع الدراسة من جهتين: الأولى: أنه جزء من سِفْرٍ عظيم، تصدى فيه مؤلفه لشرح كتاب من أهم كتب الحنابلة، وهو كتاب (غاية المنتهى) للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي ثم المقدسي الحنبلي، والذي جمع فيه من المسائل أقصاها وأدناها، فتزيد أهمية هذا الشرح بزيادة أهمية المتن المشروح. أما الجهة الأخرى: فكونه في بعض أحكام الصلاة التي هي من الدين بمنزلة العمود من الفسطاط، فإن الجزء الذي سنتناوله بالتحقيق والدراسة يبتدئ بباب صفة الصلاة، وينتهي بنهاية باب سجود السهو، ولاشك أن ما كان مرتبطاً بهذه العبادة فهو حقيق بالاهتمام والعناية. وإن من أهم ما دعاني لاختيار هذا الموضوع الأسباب التالية: 1-كونه في فن من أهم الفنون العلمية؛ ألا وهو الفقه الإسلامي، والذي تُبْحَثُ فيه الأحكام العملية، وعلى رأسها أركان الإسلام الأربعة، التالية لشهادة التوحيد. 2- اختصاص هذا الجزء بالصلاة التي هي عمود الدين؛ كما تقدم في أهمية الموضوع. 3-رغبتي في المشاركة في استخراج شيء من كنوز علمائنا الأوائل، ممن منحهم الله العلم الراسخ، وهداهم إلى التأليف لينتفع الناس بهم، إلا أنه – ولحكمة لا نعلمها - لم ييسر لهم مثل ما تفضل به علينا ويسره لنا في هذه الأزمنة من سهولة الطباعة وإبراز المؤلفات، فلعلنا نؤدي شكر هذه النعمة، وننتفع بما ورثناه عنهم.