ظاهرة الاغتراب في قصص حسين علي حسين القصيرة
تهدف الدراسة إلى تجلية ظاهرة الاغتراب بوصفها ظاهرة اجتماعية يعيشها أفراد المجتمع، وإيضاح الدور الذي قام به الأدباء - متمثلاً في أحد أبرز كتاب القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية - في التعبير عن هذه الظاهرة؛ وذلك لإعطاء الدراسة خصوصية التجربة المحلية، والتي تعود بالثراء على أدبنا السعودي خاصة والعربي عامة في مجال السرد. وقد قامت الدراسة على منهج الوصف والتحليل، وتكونت من ثلاثة فصول، ناقش الفصل الأول مفهوم الاغتراب اللغوي والفلسفي والاجتماعي والنفسي وتوصل إلى مفهوم محدد تنطلق منه الدراسة، ويقصد به الانفصال عن الآخر سواء أكان هذا الآخر المجتمع بكل ما فيه من قيم وأفكار وتقاليد، أم الذات بأحاسيسها وأفعالها. والفصل الثاني قارب موضوعات الاغتراب في قصص حسين علي حسين وهي: الاغتراب الذاتي والاغتراب الاجتماعي والاغتراب الفكري. والاغتراب الذاتي تمت مقاربته بما يحمله من معنى يدل على انفصال الفرد عن ذاته، وبما يحمله من معنى يدل على انفصال الفرد عن مجتمعه. والاغتراب الاجتماعي ناقش انفصال المجتمع – على اختلافه - عن الفرد من خلال بيان أسباب هذا الانفصال. والاغتراب الفكري ناقش انفصال الفرد عن الآخر الذي يتعدد فيكون تارة موروث المجتمع الثقافي، وتارة الزمن، أو المكان، أو الحضارة. والفصل الثالث قارب الاغتراب وأثره في التشكيل الفني. وفيما يتعلق بالشخصية فقد نوقشت عدة قضايا منها: وصف الشخصيات القصصية، وأنماطها، وطريقة تقديمها في القص، واسمها ورسمها الداخلي والخارجي، وتصنيفها، وعلاقتها بالبيئة. والمبحث الثاني، قارب المكان من خلال ضديات كان لها الدلالة على الاغتراب، كضدية المدينة / القرية مثلاً، وفي أثناء ذلك نوقشت عدة أمكنة هي: البيت والمقهى والشارع، السجن....إلخ. كما قارب الزمن بطريقتين: إحداهما الزمن المتخيّل، وثانيهما من خلال مستوى النظام، ومستوى المدة. والمبحث الثالث ناقش اللفظة واختيارها، والتفرد اللغوي عند القاص، وألفاظ المعجم القصصي الاغترابي، والجمل وعلاقتها بإيقاع الأحداث. بالإضافة إلى عدة قضايا لغوية هي: الحوار، والتشبيه، والتناص، والرمز، واللون. ووصلت الدراسة إلى أن ظاهرة الاغتراب في قصص حسين علي حسين عميقة الحضور بتجليات مختلفة، فهي ليست تقليداً عطفاً على عمق التحولات السياسية في المحيط العربي والظروف الاقتصادية في المحيط المحلي التي بدورها عمقت دواعي الاغتراب في المجتمعات العربية والمحلية. وقد ظهر الاغتراب في قصص حسين علي حسين بمفهومه السلبي الانفصالي عن الآخر، ولم يظهر بمفهومه الايجابي الذي يدفع صاحبه إلى الصمود والدفاع عن المبدأ والرغبة في احتواء الآخر. ولعل الدراسة أن تصبح مفتاحاً لبوابة من الدراسات الأخرى والتي تتعلق بالأدب السعودي وما يحيطه من ظواهر إنسانية فلسفية.