يمكن بيان أهمية موضوع هذه الدراسة في النقاط التالية : 1- أنه لما كان التعامل - أياً كان نوعه - بين المسلمين وغيرهم من الحربيين والمهادنين والذميين واقع لا محالة ، سواء تم ذلك داخل دار الإسلام أو خارجها ، فإن ذلك يتطلب معرفة الحكم الشرعي لموضوع التعامل الذي قد يحصل بين المسلم وغيره في دار الإسلام أو خارجها . والحكم الشرعي تجاه هذه الأمور والوقائع ثابت في القرآن والسنة بيد أنه يحتاج إلى استخراج وإظهار وتدوين عن طريق إجراء البحوث والدراسات ، كل موضوع بحسبه وكل واقعة وفق ظروفها وملابساتها وأسبابها ونتائجها . وبالاطلاع في مدونات الفقه الإسلامي نجد أن فقهاءنا - رحمهم الله - قد تحدثوا عن هذه الموضوعات وتناولوا أحكامها بصفة عامة وشاملة ، وذلك في الأبواب الفقهية التي تتحدث عن الجهاد والسير وأحكام أهل الذمة ، بل ومنهم من أفرد لذلك كتباً مستقلة تتحدث عن فقه التعامل مع غير المسلمين سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً وغير ذلك (1) .