الاستفهامات القرانية العقدية: جمع ودراسة
بعد أن أكرمني الله تعالى بمواصلة الدراسات العليا في قسم العقيدة فقد تيسر لي ولله الحمد اختيار بحث - في مرحلة الماجستير- يهتم بدراسة أسلوب من أساليب القرآن الكريم في تقرير العقائد ، فكان هذا الموضوع بعنوان ""الاستفهامات القرآنية العقدية وقد اخترت هذا الموضوع للأسباب التالية والتي بها تتبين أهميته: أولا: الرغبة في نيل شرف العيش مع كتاب الله العظيم ، ومحاولة النهل من معينه العذب ، فهو المصدر في تقرير العقائد ، ولاعجب أن يكون كتاب رب الناس هو مصدر اعتقادهم فيه. ثانيا: محاولة إبراز بعض خصائص القرآن العظيمة في تقرير العقائد. ثالثا: محاولة التذكير بضرورة عرض العقيدة على الناس من خلال القرآن الكريم ، وذلك لكفاية أساليب القرآن في تقريرها في القلوب. رابعا: السعي إلى إظهار خصائص أسلوب الاستفهام ، والتي تميز بها عن غيره من الأساليب. يقول عبدالعليم السيد فودة: (لاجدال في أن الاستفهام أوفر أساليب الكلام معاني وأوسعها تصرفا ، وأكثرها في مواقف الانفعال ورودا ، ولذا نرى أساليبه تتوالى في مواطن التأثر وحيث يراد التأثير للاستمالة والاقناع، والاستفهام أقدر الأساليب على الوفاء بحق تلك المواقف ، إذ أن معانيه الكثيرة تقدره على ذلك وتعينه عليه ، ويبدو ذلك واضحا في القرآن الكريم ومأثور الكلام من أقدم العصور شعرا ونثرا ، وإذا صح القول : إن للكلام قمة عليا في البلاغة كان أسلوب الاستفهام محتلا أعلى مكان في تلك القمة ، والقرآن المكي يحوي من أساليب الاستفهام أروع الصور وأكثرها للوجدان إثارة وأشدها على النفس وقعا ، فترى تلك الأساليب تتوالى في مواضع كثيرة منه مؤدية شتى المعاني البلاغية محققة هذا التلوين الكلامي الذي يهز المشاعر هزا ويبعث في النفس شغفا به وشوقا إلى تتبعه في حركة سيره ومجرى انتقاله)( ) خامسا: أنني لم أجد على حد علمي القاصر من جمع الاستفهامات من منظور عقدي بحيث يكون جمعه وتقسيمه على أبواب الاعتقاد