إن لهذا الموضوع أهميةً كبيرةً، تَتَلخص فيما يأتي: 1- من حيث الموضوعُ: فإنه يتناولُ موضوعا من موضوعات السنةِ النبوية المهمة، وهو الَجْرحُ والتعديل، الذي يترتب عليه معرفة المقبول والمردود من الأحاديث. 2- الشخصيةُ المرادةُ بالبحث: فهو الإمامُ الكبيرُ حافظُ زمانه بالديار المصرية أبو جعفرٍ المصري، باعتباره أحد أئمة الجرح والتعديل. 3- إبرازُ مَنْهجِ الحافظِ أحمدَ بنِ صالحٍ المصري - رحمه الله- وذلك من خلالِ الوقُوفِ عَلى أقوالِه في الجرحِ والتعديلِ، ونقدِ الأحاديثِ. 4- أَنَّ أقوال هذا الإمام جديرٌ بالدراسة لما اشتمل عليه من فوائدَ مُهمَّةٍ، وقواعدَ فريدةٍ، وأقوالٍ كثيرة لهذا العالم في الرجال والأحاديث، لم يحوِها كتابٌ واحدٌ يُسَهِّلُ الاستفادةَ منها. 5- بالنظر إلى نشأة النقد وتَطَوُّرِهِ وإلى الأعلام البارزين في العلل نَجِدُ أنَّ الحافظَ أحمدَ بنَ صالحٍ المصري - رحمه الله- مِنْ أَوائِل مَنْ أَسْهَمَ في ذلك، وبَرَز فيه بُروزاً ظاهراً، حيث كان ذا درايةٍ واسعةٍ بالحديث ورجاله، وكان حافظاً ثَبْتاً، وناقداً بصيراً، وعالماً جليلاً جديراً بالدراسة. 6- وعلى الرَّغم من شُهْرةِ هذا العالم ومكانَتِه، وانتشارِ أقواله، لم أرَ لهُ ترجمةً شافيةً وافيةً، تُعَرّف به وبمكانته بين علماء النقد من المحدثين، لذلك أردتُ أَنْ أكتُبَ لهُ ترجمةً مُفَصَّلَةً، ساعياً في إبراز حياته الشخصية والعلمية.