فقد تناولت هذه الأطروحة المسائل الأصولية التي نبه عليها العالم الأصولي بدرالدين، محمد بن عبدالله الزركشي المتوفى سنة (794ه)، في كتابه تشنيف المسامع، الموضوع شرحاً على مختصر جمع الجوامع من بداية الكتاب إلى عموم الجمع المعرَّف. تمّ في البحث جمع التنبيهات من كتاب تشنيف المسامع، ودراستها وفق المنهج الاستقرائي التحليلي، وقد ركزت الدراسة على توضيح المراد من التنبيهات، وبيان من وافق الزركشي فيها ومن خالفه، ثم تقويمها، والنظر في صحتها، وما ترتب من الأثر عليها. وقد انتظم البحث في مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة ثم الفهارس، ورَدَ في المقدمة بيان لأهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وحدوده، وأسئلته، والدراسات السابقة حوله، وتقسيماته، ومنهج العمل فيه، وفي التمهيد بيان لحقيقة التنبيهات، ومنهج الزركشي فيها، والتعريف بالمصطلحات ذات الصلة بها، والتعريف بابن السبكي والزركشي وكتابيهما. تضمَّن الفصل الأول التنبيهات الواردة في مسائل المقدمات، وقد جرى تناولها في مبحثين، أولهما: المسائل الكلامية، والثاني: الحكم الشرعي، وأما الفصل الثاني فقد تضمن التنبيهات الواردة في دليل الكتاب ودلالات الألفاظ في مبحثين أيضاً، أولهما: دليل الكتاب، والثاني: دلالات الألفاظ، وقد شمل المبحث الثاني خمسة مطالب، وهي: التنبيهات في المنطوق والمفهوم، ومباحث الوضع، وحروف المعاني، والأوامر والنواهي، والعموم إلى عموم الجمع المعرَّف. اشتملت الخاتمة على أهم النتائج والتوصيات، وانتهى البحث بسرد الفهارس. أظهر البحث جملة من التحريرات العلمية، والتعليقات الرصينة، والفوائد النافعة النفيسة، كذلك حقق في صحة بعض التنبيهات، وساهم في الكشف عن جانب من كتاب تشنيف المسامع، وأبان عن مجموعة من المعارف الدقائق التي اشتمل عليها الأصل المختصر جمع الجوامع، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين