بعض المبادئ التربوية المستنبطة من قصة يوسف عليه الصلاة والسلام / إعداد محمد بن رزيق بن قبل الرحيلي ؛ إشراف السعيد بن محمود بن السعيد عثمان.
أهمية الدراسة: الأساليب في التربية الإسلامية كثيرة لكن من أعظمها أثراً في النفوس الأسلوب القصصي . القصة تؤثر في الكبير، والصغير، والغني، والفقير، والرئيس، والمرؤوس، والأديب، والعامي. وذلك بعكس كثير من الأساليب التربوية التي ربما أورثت مللاً كالدروس التلقينية والإلقائية والتي لا يستطيع الناشئة أن يتابعوها ويستوعبوا عناصرها إلا بصعوبة وشدة . أما أسلوب القصة القرآنية فإنه يشد النفوس، وينفذ إليها بيسر وسهولة . وهذه الظاهرة الفطرية والنفسية اهتمت بها التربية الإسلامية وأوصت المربين أن يعطوها حقها من الرعاية والعناية في مجالات التعليم والتهذيب . والتربية الإسلامية تهتم بالعبرة من القصة وبهذه العبرة تُربى الفرد والجيل المسلم على الأخلاق الإسلامية والتعاليم الربانية . وترجع أهمية قصة يوسف × إلى أن قارئها يكتسب منها كثيراً من الأخلاق الحميد كالصدق والصبر والعفة وغيرها . ومثل هذه القصة لا غنى لرب الأسرة عن الاستفادة منها في إدراك خطورة الغيرة وكيفية تهذيبها، وكيفية التعامل مع الأبناء والعدل بينهم.كما أن المربي المسلم يستطيع من خلالها أن ينشئ طلابه على الصبر على البلاء، والتحمل والتضحية في سبيل طلب العلم .كما أن القادة التربويين في المجتمع المسلم يستطيعوا من خلال الاستفادة من هذه القصة أن يسيروا بالمجتمع في خطى ثابتة إلى بر الأمان، وإنشاء مجتمع يؤمن بالله ـ لا يعرف يأسا ولا قنوطا دأبه العمل والإخلاص لوجه ، ـ.