مقومات التمكين في الكتاب والسنة وتطبيقاتها التربوية
يُصنَّف موضوع التمكين بحسب أهميته من الأمور الضرورية التي لابد منها للقيام بمصالح الدنيا والدين، ويترتب على غيابه خلل وعواقب وخيمة، وعلى الباحث التربوي أن يُحدد أولوّيات للبحث التربوي بحيث يُقدم الأبحاث التي تحفظ على الأمة دينها وعقلها ونسلها واقتصادها، وترسم لها معالم تسير عليها وتحدد لها المُقوِّمات التي يجب أن تتوفر فيها، فهي الأولى لبذل الوقت والجهد والفكر، وتكمن أهمية هذه الدراسة فيما يلي من نقاط 1- التمكين مصطلح ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبيانه من الأولويات، فإذا كنا نسعى إلى تأصيل المصطلحات والمفاهيم والأفكار الوافدة فمن باب أولى أن نسعى إلى بيان المصطلحات التي وردت في القرآن والسنة . 2- السعي إلى التمكين في الأرض للحق وأهله مطلب دعا إليه الإسلام، وهو الهدف الأكبر لكل مفردات العمل من أجل الدين، بما في ذلك التربية الإسلامية لأبناء وبنات الأمة الإسلامية، مما يوجب على المربين والمربيات السعي إليه والعمل لأجله وجعله من أهداف عملهم التربوي، ولا يتم ذلك إلا بمعرفة مُقوِّمات هذا التمكين وأسبابه التي تؤدي إليه . 3- التمكين سنة من سنن الله في الكون التي أمر الله عباده بالنظر إليها والاعتبار بها، والتي كلما تكررت ظروفها وأسبابها فإنها ستحدث بتقدير الله، فقد مكّن الله لدول وأمم لأخذها بأسباب التمكين، وما إن فُقدت تلك الأسباب أو إحداها حُرمت التمكين، والآن ونحن نسعى للوصول بأمتنا إلى التمكين في الأرض فإنه ينبغي علينا معرفة مُقوِّماته، ومن ثم نوظفها تربوياً لإعداد جيل التمكين .