قضاة الدولة الرسولية ودورهم فى الحياة العامة (626 -858 هـ / 1228 - 1454 م) /
إن الدارس لتاريخ أي من الدول التي قامت في اليمن لابد أن تستوقفه أحداث وظواهر تشد من انتباهه وتزيد من تركيزه وتجعله في شوقٍ إلى خوض غمار البحث والدراسة فيها ، وكلما غاص في عمق تاريخ هذه الدول زاد ذلك من فضوله لمعرفة المزيد ، وتعد الدولة الرسولية من الدول التي شدت بأحداثها ومراحل تطورها ونهوضها ومنجزاتها انتباه الباحثين والدارسين في تاريخ اليمن الإسلامي ، فراحوا في السنوات الأخيرة يتسابقون لدراسة تاريخها وتحليل أحداثها ، مع إعادة صياغة هذه الأحداث بجوانبها المختلفة وإخراجها في الصورة المطلوبة . وقد كنت من الذين شدهم تاريخ هذه الدولة بأحداثه وظواهره ، وفي محاولة لاستكمال موضوع رسالة الماجستير الموسومة بـ: التمردات القبلية في عصر الدولة الرسولية وأثرها على الحياة العامة في بلاد اليمن ( 626 – 858ﻫ )، ولتوسيع مجال دراستي وبتأكيد من المتخصصين في هذا المجال حددت موضوعي في: ( الحياة الاجتماعية في اليمن في عصر الدولة الرسولية 626 – 858ﻫ / 1229 - 1454م ) ، وذلك إثر سؤال كثيراً ما يراودني عن علاقة المجتمع بالتطور والازدهار الذي عرفته اليمن في عصر بني رسول ، وهل كان لهذا المجتمع دور في الاستقرار السياسي والاقتصادي والعلمي والفكري الذي شهدته اليمن خلال عمر هذه الدول