الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين ، و آله وصحبه أجمعين ، وبعد : فهذه أطروحة مقدمة لاستكمال متطلبات نيل درجة الماجستير في أصول الفقه ، و عنوان الأطروحة ( تخريج الأصول من الفروع – دراسة تأصيلية -) . و هذا الموضوع لم يسبق أن كُتب فيه استقلالا ، بل هي كتابات تبعية المقصود بها التمهيد للكتابة في نوع آخر من أنواع التخريج. و قد انتهجت في بحثي أن أبدأ باستقراء مجموعة من كتب الأصول على الطريقتين المشهورتين في الأصول و على المذاهب الأربعة ؛ لأستقرئها استقراءً تاما و أستخرج ما فيها من أصول خُرِّجت من الفروع ، و قد راعيت في اختيار هذه الكتب أن تكون مؤثرة في باقي كتب المذهب الأصولية ، و أن يكون أصحابها عاشوا في القرن الثالث و الرابع و الخامس الهجري ؛ كون التخريج تجلى في تلك العصور ، و قد وقع اختياري في المذهب الحنفي على كتاب (( الفصول في الأصول )) للجصاص ، و (( تقويم الأدلة )) لأبي زيد الدبوسي ، و (( أصول السرخسي )) لأبي بكر السرخسي . و في المذهب المالكي اخترت كتاب (( المقدمة في الأصول )) لابن القصار ، و(( التقريب و الإرشاد )) للباقلاني ، و (( المحصول )) لابن العربي . و في المذهب الشافعي اخترت كتاب ((الرسالة )) للشافعي ، و (( البرهان )) للجويني . و في المذهب الحنبلي اخترت كتاب (( العدة )) لأبي يعلى ، و (( الواضح )) لابن عقيل . و بعد الاستقراء قمت بدراسة بعض الأصول المخرجة من الفروع ، و قد راعيت فيها أن تمثل مجالات التخريج المختلفة ، فأبين في الدراسة طريقة إشارة المخرِّج للتخريج ، و الفرع الذي خرّج منه ، و مدى صحة الفرع الذي خرّج منه ، و مدى دلالته على الأصل المخرَّج منه ؛ لأنتهي بالحكم على التخريج من ناحية الصحة من عدمها . و من خلال الاستقراء و الدراسة اتضحت لي مواطن العمل بتخريج الأصول من الفروع ، و ضوابط لتخريج الأصول من الفروع