أبو شامة المقدسي مؤرخا 599-665 هـ

Extent
1 item
Thesis Type
أطروحة (ماجستير)-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، قسم التاريخ والحضارة، 1426 هـ.
Abstract

وأذكر فيما يلي - وبشكلٍ موجزٍ - أسبابًا موضوعيّةً وعلميّةً ولَّدت لديَّ قناعات بأهمّية هذا الموضوع وهي: 1ـ شخصية أبي شامة من حيث نشأته العلمية والدينية، وجِدّه واجتهاده في ذلك، وآثاره التي تركها، فهي تُعبّر عن شخصية عظيمة، عكفت على تعلم العلم وتعليمه وتأليف الكتب. 2ـ دراسة هذا المؤرخ ومنهجه بشكل مفصلٍ يفيد منه الباحثون، المتخصصون في مجال التاريخ الإسلامي، بسبب انفراده بذكر بعض المعلومات التاريخية المهمة التي لم يسبقه إليها أحد من المؤرخين، أخص منها سقوط بغداد ودور ابن العلقمي فيه، وجملةً من الأحداث التاريخية التي عاصرها.( ) 3ـ التميز في منهج أبي شامة في تأليفه لكتابه الروضتين ،حيث يهتم بعزو ما ينقله إلى مصدره، ويقوم بالمقارنة بين ما ينقله، وله وقفات أمام الأحداث، وأحياناً يوضح شخصية من ينقل عنه إذا كان عليه ملحوظات. ومن أمثلة ذلك كلامه حول المؤرخ ابن أبي طي في توضيح ميوله الشيعية( ). ومن هنا فإنَّ الباحث سيقوم بنقد رواياته، وبيان مدى إمكانية الاعتماد عليها، ونقاط القوة والضعف فيها، مع الاهتمام بطرق استقائه المعلومات التي في كتاباته، وإمكانية اطلاعه على الأحداث أو اتصاله بشهود العيان الذين حضروا الحوادث التاريخية التي ذكرها، خصوصًا أنَّ أبا شامة كان في موضع يساعده إلى حدٍّ ما على الاطلاع على الوثائق الرسمية في الدولة الأيوبية، ومن هنا تأتي أهمية رواياته عن تلك الحقبة التي عاصرها واطلع على معظم المصادر الأساسية والوثائق الخاصة بها. 4ـ تفرُّد أبي شامة في كتابة ""الذيل على الروضتين"" بمعاصرته لأحداث تلك الفترة التاريخية، ورجالها، وبالتالي إيراده لمجموعةٍ من التراجم التي لم يوردها غيره من المؤرخين. 5ـ أنَّ كتاب الروضتين تضمّن تاريخ الدولتين النورية والصلاحية اللتين كان لهما عظيم الأثر في استتباب الأمن، والقضاء على الظلم، والتصدي للأعداء في الداخل والخارج، الأمر الذي كان سببًا للنهضة العلمية وانتشار المدارس في الشام ومصر لاهتمام الحكام بها، فكثرت عملية التأليف في هذين القطرين وبخاصة في مجال التاريخ، وانتشر المذهب السني، وقُضي على المذهب الشيعي، كما برز العديد من العلماء، فهما بحق يستحقان العناية بالدراسة من خلال كتاب الروضتين0 كما أنّه تناول في هذا الكتاب شخصيتين عظيمتين كان لهما فضل عظيم في توحيد الجبهة الإسلامية في مصر والشام ضد الخطر الصليبي في الشــــام والباطني في مصر، ونجحـــا نجاحاً مبهراً ظهرت نتائجه بوضوح في دحر النصارى في مواقع عدّة أهمها معركة حطين، والتي مهّدت للقضاء على الوجود الصليبي في بلاد المسلمين، وظهرت في القضــــاء على الدولة الباطنية في مصر، فقد أراحا المسلمين من شرهم وفســــادهم. 6ـ أهمية الفترة التاريخية التي عاش أحداثها المؤرخ أبو شامة، والتي كتب عنها، فوصفها وصفاً دقيقاً، حيث الضعف العام في الأمة الإسلامية، ومن ثم ظهور قوة جديدة بدماء إسلامية متوقدة متمثلة في نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي، وأثرهما الإيجابي في تاريخ الأمة الإسلامية إبّان جهادها ضد النصارى في الشام، والقضاء على الخطر الشيعي الباطني في مصر. 7ـ حاجة المكتبة التاريخية لمثل هذه الدراسات التي تقوم على الاستقراء والتحليل والاستنتاج والتقويم، وبخاصةٍ أنها تمس نتاجًا تاريخيًا مهمًا تركه هذا العلم. وعلى أية حال فقد رأيت ـ للأسباب السالفة جميعًا ـ أنَّ الكتابة عن حياة هذا المؤرخ، وإبراز شخصيته العلمية، والتعريف بمؤلفاته، ومصادره ومنهجه في كتابة التاريخ، وبيان مكانته بين المؤرخين، وأثره في حركة التدوين التاريخي بعده، أمر جدير بالدراسة والبحث، لذلك عقدت العزم – بعد أن استشرت أساتذتي الأفاضل – على أن أجعله موضوعًا لرسالتي هذه. ولقد بذلت جهدي في البحث عن دراسات سابقة تناولت موضوع هذا البحث بشكل أو بآخر، فوجدت أنَّ معظم الباحثين الذين أدلوا بدلوهم في دراسة المؤرخ أبي شامة قد تناولوها تناولاً سريعاً مقتضباً، وهذا مما شجّعني على الكتابة في هذا الموضوع.

Member of
Author's Work
Theses
0
العبيدي، عبد الرحمن بن راشد بن عبد العزيز،
Same Subject
Theses
0
الدوخي، هدى بنت إبراهيم