إخراج الصحف السعودية الإلكترونية في ضوء السمات الاتصالية لشبكة الإنترنت دراسة وصفية تحليلية /
تُمثِّلُ شَبكةُ الإنترنتِ إحدى أَهمِّ الوسائلِ الحديثةِ التي ظهرت؛ نتيجةً للتطوراتِ التقنيةِ التي عَرفَها ميدانُ الاتصالِ الحديثِ، وقد أسهَمت هذهِ الوسيلةُ في كسرِ الحواجزِ بين الاهتماماتِ الشخصيةِ والجماهيريةِ، كما أسهمتِ الشبكةُ -عبرَ البعدِ التفاعليِّ الذي تُتيحُهُ- في تخليصِ الإعلامِ من المتلقي السلبي، حيثُ لم يعدِ الجمهورُ يكتفي بدورِ المتلقي للمادةِ الإعلاميةِ المنشورةِ، أو المذاعةِ، مثلما كانَ يحدثُ في الوسـائلِ التقليديةِ التي لم تكن قادرةً علـى إضفاءِ الطابعِ التفاعليِّ الذي نشهدهُ حالياً، إذ أصبحَ بإمكانِ المتلقي أن يتحاورَ، ويَطرحَ وجهةَ نظرهِ أمامَ الآخرين على شبكةِ الإنترنت. كما تَمكنت وسائلُ الإعلامِ -من خلالِ استفادتِها من معطياتِ الإنترنتِ التقنيةِ- أن تُقدمَ بدائلَ إعلاميةً متخصصةً موجهةً لفئاتٍ معينةٍ تَختلفُ عن البدائلِ المحدودةِ الموجهةِ للجميعِ. وتُعدُّ الصحافةُ الإلكترونيةُ إحدى أهمِّ البدائلِ الاتصاليةِ التي أتاحتها شبكةُ الإنترنت، وأسهمت هذهِ الوسيلةُ الحديثةُ في تعظيمِ الأثرِ الاتصاليِّ للعمليةِ الإعلاميةِ من خلالِ ما تتوافرُ عليه من عناصرَ مقروءةٍ ومرئيةٍ، ومسموعةٍ. وقد شَهِدتِ السنواتُ الأخيرةُ ظهورَ العديدِ من الصُّحُفِ السعوديةِ الإلكترونيةِ، وجاءَ ذلك سعياً للإفادةِ من القدراتِ الاتصاليةِ التي تتميزُ بها شبكةُ الإنترنتِ، وعلى الرغمِ من تزايدِ صدورِ الصُّحِفِ السعوديةِ الإلكترونيةِ، إلاَّ أنّ هذا التزايدَ لم يرافقهُ جهودٌ كافيةٌ لتقويمِ ما تُقدمُهُ هذه الصحفُ من معطياتٍ صحفيةٍ، في المضمونِ والشَّكلِ، وخاصةً فيما يتعلَّقُ بالدورِ الوظيفيِّ لإخراجِ هذهِ الصحفِ، الذي يُفتَرضُ ضرورةَ تَبني أنماطٍ، وأساليبَ اتصاليةٍ شكليةٍ تُسهِمُ في تقديمِ الخدماتِ الصحفيةِ المتميزةِ التي تتناسبُ مع الطبيعةِ الخاصةِ بشبكةِ الإنترنت، باعتبارِ هذهِ الشبكةِ وسيطاً اتصالياً جديداً له سماتُه الشكليةُ الخاصةُ، من أجلِ ذلك جاءت هذهِ الدراسةُ الموسومةُ بـ (إخراجِ الصحفِ السعوديةِ الإلكترونيةِ في ضوءِ السماتِ الاتصاليةِ لشبكةِ الإنترنت) دراسةً وَصفيةً تحليليةً، لتحاولَ وصفَ واقعِ إخراجِ الصحفِ السعوديةِ الإلكترونيةِ في جانبِ التصميمِ الثابتِ، والمتغِّيرِ بما يتكون منه هذا التصميم من وحداتٍ إلكترونيةٍ معَ تقويمِ مدى التزامِ هذهِ الصحفِ في إخراجِها بالسماتِ الاتصاليةِ الشكليةِ المميزةِ لشبكةِ الإنترنت، مثلَ سرعةِ التصفُّحِ، وسهولةِ التَعُّرضِ، واستخدامِ الوسائطِ المتعددةِ، وتمَّ ذلك من خلالِ دراستينِ: دراسةٌ كيفية وأخرى كمية، استهدفتِ الأولى تحليلَ واقعِ إخراجِ الصُّحفِ السعوديةِ الالكترونيةِ، واعتمدت على منهجِ تحليلِ الشكلِ، وتُمثلُ الصحفُ السعوديةُ الإلكترونيةُ التي تُصدِرُها المؤسساتُ الصحفيةُ السعوديةُ مجتمعَ هذهِ الدراسةِ، حيثُ تَمَّتِ الدراسةُ على مواقعِ صحفِ الجزيرةِ، الرياضِ، الوطنِ، عكاظِ، اليومِ، والمدينةِ على الإنترنت، واستمرتِ الدراسةُ لمدةِ ستةِ أشهرٍ حدَّدَها الباحثُ من غُرَّةِ شهرِ محرم من عام 1426هـ إلى نهايةِ شهرِ جمادى الثانية من العامِ نفسِهِ، حيثُ تم اختيارُ مفرداتِ العينةِ من مواقعِ الصحفِ الستِ بالاعتمادِ على أسلوبِ العينةِ العشوائيةِ الطبيقيةِ، وعلى ذلك عملَ الباحثُ على بناءِ (24) أسبوعاً صناعياً، بحيثُ كانَ إجماليُّ مفرداتِ الدراسةِ (144) مفردةً بواقعِ (24) مفردة من كُلِّ صحيفةٍ. وكانت الدراسةُ الثانيةُ دراسةً كميةً ميدانيةً، واستهدفَت رصدَ آراءِ عينةٍ من مُصمِّمي الصحفِ، والمواقعِ الإلكترونيةِ العربيةِ حولَ إخراجِ الصحفِ السعوديةِ الإلكترونيةِ، وقد اعتَمدَت هذهِ الدراسةُ على منهجِ المسحِ وتمّت وفقاً لنوعِ العينةِ العمديةِ، أو القصديةِ، على 100 مفردة من مُصمِّمي، ومطوري الصحفِ والمواقعِ الإلكترونيةِ، إلى جانبِ عددٍ من العاملينَ في الشركاتِ، والمؤسساتِ المتخصصةِ في مجالِ تصميمِ، وإدارةِ، وتطويرِ المواقعِ الإلكترونيةِ، وَشَمَلت عينةُ الدراسةِ العاملينَ في هذا المجالِ في عدةِ مدنٍ داخلَ المملكةِ وهي: الرياضُ، والدمامُ، وجدةُ، وفي دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ، وخاصةً في مدينةِ دبي، التي تَحتَضنُ مدينةَ دبي للإنترنت، إلى جانبِ جمهوريةِ مصرَ الـعربيةِ، حيثُ تَمَّتِ الدراسةُ على عددٍ من المطورينَ في مدينةِ القاهرةِ التي تُعدُّ رائدةً في صناعةِ البرمجياتِ، وتعريبِ أنظمةِ تشغيلِ الحاسباتِ في الوطنِ العربي.