إنَّ الفقه في الدِّين من أعظم الغايات، وأجلِّ الطاعات التي يتقرَّب بها العبد إلى ربِّ الأرض والسَّموات، ولذلك حرص العلماء الأجلاء على الكتابة فيه والتأليف، فكتبوا في أبواب الفقه كلِّها، وخصُّوا من بين تلك الأبواب باب الفرائض بمزيد عناية وكبير اهتمام، فأفردوه بالتأليف، وكتبوا فيه المطوَّلات والمختصرات ومابين ذلك، حتى استتمَّ هذا العلم واستقرَّ. ومِمَّن كتب في علم الفرائض واشتهر العالم العلاَّمة الفَرَضي المحقِّق المدقِّق ابن المجدي رحمه الله تعالى ، فكتب عِدَّة كتب في علم الفرائض منها كتابه الموسوم بالكافي في مواريث الأمَّة، ذلك الكتاب الفريد، جمع فيه ابن المجدي بين التنظير والتطيبق، والعلم والعمل، بين الأحكام الشرعيَّة والمسائل الحسابيَّة، على طريقة رائعة بديعة، قلَّ مثيلها وعزَّ نظيرها، لكن الكتاب مازال مخطوطاً لم يُحقَّق ولم يظهر للعيان، فأجمعت أمري على نيل شرف تحقيقه وإخراجه بالصُّورة المرضيَّة، وذلك لنيل درجة العالمية العالية ""الدكتوراه""، فالله اسأل أن يُوفقني للخير والسدَّاد، والحقِّ والصَّواب. أسباب اختيار الموضوع: 1. أهميَّة علم الفرائض، وحاجة النَّاس إليه مع قِلَّة المعتنين به المتقنين له. 2. أهميَّة كتاب ""الكافي في مواريث الأمة"" ؛ فمؤلفه العلاَّمة المدقِّق "" ابن المجدي"" من أشهر علماء الفرائض بل هو شيخ الفرضي الشَّهير سبط المارديني. 3. اعتناء المؤلِّف بذكر الأدلَّة وأقوال العلماء من الصَّحابة ومن بعدهم وبخاصَّة المذاهب الأربعة. 4. شمول الكتاب لأبواب الفرائض وكذلك الوصايا مع حسن التنظيم والترتيب لأبواب الكتاب، واعتناؤه بالتطبيق العمليِّ، والمسائل الحسابيَّة. 5. الرَّغبة في الإلمام بعلم الفرائض، خاصَّة وقد شرفت بتدريس هذا العلم العظيم في كليَّات الجامعة الإسلاميَّة.