هدف هذا البحث إلى الكشف عن المناعة النفسية والقابلية للاستهواء وعلاقتهما بالسلوك الصحي الاحترازي لجائحة كورونا (كوفيد-19)، ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج التكاملي بصورتيه الكمية والنوعية، كما تم اختيار عينة البحث؛ والتي بلغت (438) مواطناً، وطبقت عليهم أدوات البحث وهي: مقياس المناعة النفسية (إعداد: أولاه "Oláh, 2012"، ترجمة: الباحث)، ومقياس القابلية للاستهواء (إعداد:خليل، 2012)، ومقياس السلوك الصحي الاحترازي ضد فيروس كوفيد- 19" COVID-19 Preventative Health Behaviors (C19- PHB) (إعداد: شوك "Shook, 2021"، ترجمة: الباحث)، وباستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة توصل البحث إلى مجموعة من النتائج كان من أبرزها: أولاً: نتائج البحث الكمي. - توجد علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين المناعة النفسية (الدرجة الكلية والأنظمة الفرعية: الأول "الحشد- الإقدام"، والثاني "الإبداع- التنفيذ")، والاستجابات الكلية للسلوك الصحي الاحترازي لجائحة كورونا (كوفيد-19). - توجد علاقة ارتباطية سالبة ودالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين القابلية للاستهواء، والاستجابات الكلية للسلوك الصحي الاحترازي لجائحة كورونا (كوفيد-19) ومحوريه (الابتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وممارسة السلوكيات الصحية الاحترازية). - توجد فروق إحصائياً في صياغة استجابات السلوك الصحي الاحترازي التي تعزى لكل من: المناعة النفسية (عند مستوى دلالة 0.01)، والقابلية للاستهواء (عند مستوى دلالة 0.05). - فيما عدا القابلية للاستهواء، تتنبأ المناعة النفسية إحصائياً- عند مستوى دلالة (0.01)- باستجابات السلوك الصحي الاحترازي لجائحة كورونا لدى عينة البحث. - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات عينة البحث على متغير المناعة النفسية وفقاً لاختلافهم في المتغيرات الديموغرافية المقاسة (الجنس، والحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية، والفئة العمرية، والمستوى التعليمي، والعمل، والخبرة الخاصة بفايروس كورونا) بينما كانت استجاباتهم وفق متغير السكن دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05)، لصالح سكان القرى/ الريف. - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات عينة البحث على مقياس القابلية للاستهواء وفقاً لاختلافهم في جميع المتغيرات الديموغرافية المقاسة (الجنس، والحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية، والفئة العمرية، والمستوى التعليمي، والعمل، والسكن والخبرة الخاصة بفايروس كورونا). - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات عينة البحث على مقياس السلوك الصحي الاحترازي لجائحة كورونا وفقاً لاختلافهم في جميع المتغيرات الديموغرافية المقاسة (الجنس، والحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية، والفئة العمرية، والمستوى التعليمي، والعمل، والسكن والخبرة الخاصة بفايروس كورونا). ثاتياً: نتائج البحث النوعي. - دلت نتائج التحليل النوعي الخاصة بكل متغير من متغيرات البحث الحالي على ما يلي: - بالنسبة لمتغير المناعة النفسية: - كان مستوى المناعة النفسية مرتفعاً- بمستوى نوعي- لدى عينة البحث قبل انتشار الجائحة. - استمرت نسبة كبيرة من عينة البحث في تقييمهم الإيجابي لمناعتهم النفسية أثناء الجائحة، وقد بينت نتائج تحليل استجاباتهم أن للمناعة النفسية دور كبير في مواجهة تداعيات كورونا. - زادت نسبة المواطنين الذين قيموا مناعتهم النفسية بشكل إيجابي بعد انتهاء الجائحة، حيث وصلت نسبتهم إلى 92%. - بالنسبة لمتغير القابلية للاستهواء: - كان مستوى القابلية للاستهواء منخفضاً في العموم لدى عينة البحث، حيث تجاوزت نسبة من كان تقييمهم منخفضاً في القابلية للاستهواء (تقييم إيجابي) وكذلك من كان تقييمهم حيادي (تقييم متوسط) النسبة 82% من عينة البحث. - مع حدوث الجائحة، انخفضت بشدة قابلية المواطنين للاستهواء عبر تقييم ذواتهم بدرجات منخفضة نوعياً على مجموعة الأسئلة الخاصة بهذا المتغير؛ نظراً للوعي المعرفي والتعقل المتحقق لدى عينة البحث. - بعد انتهاء الجائحة، زاد التقييم السلبي للقابلية للاستهواء لدى عينة البحث، حيث قلت نسبة من قييموا أنفسهم إيجابياً على هذا المتغير، فلم تتجاوز نسبتهم 4%، بينما زادت نسبة من قيموا أنفسهم سلبياً إلى 79%.