المصدر في حاشية البغدادي على شرح بانت سعاد لابن هشام (صيغه واستعمالاته)
أمَّا أهم الأسباب التي دفعتني إلى اختيار الموضوع فهي: 1- أن هذا الموضوع متعلق بشرح في قصيدة كان الدافع في نظمها مدح نبي الأمة، عليه أفضل الصلاة والسلام، ، فتسابق العلماء على شرحها، وأُلِّفت المتون فيها، وكَثُرت المصنفات، فأصبحت مليئة بالفوائد اللغوية في شرح مفرداتها وبيان غريبها. 2- أن شارح هذه القصيدة علمٌ في الدراسات النحوية، عُرف بتصنيفاته المليئة بالفوائد الغريبة، والمباحث الدّقيقة، والاستدراكات والتّحقيقات في كثير من مسائل العربية. ناهيك عمّا قاله ابن خلدون عنه: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنّه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام، أنحى من سيبويه. 3- أنّ مؤلف الحاشية عالمٌ من أعلام العربية عُرف بصبره وطول باعه في تحقيق كثير من مسائل العربية، ومؤلفاته تُعدّ ينبوعًا مُتَدفقًا، ومنهلا عذبًا لكثير من قراء العربية. ومما تجدر الإشارة إليه أنني في أثناء البحث عن موضوع لم أجد أحدًا من الباحثين تطرق إلى هذه الحاشية، ولم يمسسها قلم فيما أعلم. 4- وأما تخصيص المصدر تحديدًا في الحاشية فالسبب يكمن في عناية البغدادي بقضايا المصدر عناية فائقة تصل إلى حدّ لَفْت نظر القارئ أو المطلّع على الحاشية، فقلما تخلو صفحة من صفحاتها إلا وشيخنا يتطرق فيها إلى شرح صيغ المصدر، وهكذا احتوت الحاشية على ذخيرة وافرة من صيغ المصدر، كما أنَّها ضمَّت بين دفتيها الكثير من قضايا المصدر في التراث العربي، فكانت جديرة بأن تُخصص في دراسة المصدر.