أعمال القلوب عند الإمام النووي
يتناول البحث موضوع أعمال القلوب عند الإمام النووي -رحمه الله-جمعاً ودراسةً، وقد سلّطتُّ في دراستي الضوء على توضيح مفهوم أعمال القلوب، وتعداد أنواعها، ودراسة أحكامها، وبيان علاقتها بالجوارح والإيمان وأعمال الظاهر. وقسّمتُ البحث إلى تمهيدٍ تعريفي بالإمام النووي -رحمه الله-، وفصلٍ عن مفهوم أعمال القلوب وعلاقتها بالجوارح والإيمان، وفصلين عن أنواع أعمال القلوب التي اهتم الإمام النووي بدراستها كالنية والإخلاص والتقوى والمحبة والخشوع وغيرها. واتبعتُ في دراسة كلّ ذلك المنهج الاستقرائي للمادة العلمية من مؤلفات الإمام النووي، ثم دراستها مع التحليل والاستنباط والتأصيل للمسائل العلمية وبيان آراء الإمام النووي وفهمه للنصوص الواردة فيها. وقد خَلُص البحث إلى أنَّ الإمام النووي -رحمه الله- كان من الرعيل الأول في اتباعه للدليل وتعظيمه لنصوص الكتاب والسنة واقتفاء آثار السلف الصالح، ويظهر ذلك من خلال منهجيته في دراسة النصوص الواردة في أعمال القلوب حيث لا يخرج عن منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح في الاستدلال والاستنباط والتحليل والأسماء والأحكام. وإن وجد شيءٌ من الموافقة لأقوال أهل التصوف أو النقل لأقوالهم ومصطلحاتهم فهي لا تتعدى الاستشهاد وانتقاء أطايب ما عندهم وتوظيفها التوظيف الصحيح. فالإمام النووي رحمه الله لم ينح نحو الذوق الصوفي، ولا نحو التفسير الباطني، أو التجريد العقلي الكلامي، في دراسته لأعمال القلوب، بل سلك مسلك أهل الأثر والحديث متجرداً ومتبعاً للنص بكل موضوعية ومنهجية علمية. _x000D_
_x000D_
_x000D_