على الرغم من التوجهات القوية لإستراتيجية خطط التنمية في المملكة العربية السعودية، وتأكيدها المستمر على رفع كفاءة القوى البشرية من خلال تحديث برامج التعليم كافة لتلبية متطلبات سوق العمل، إلا أن هناك زيادة في أعداد الطلاب في التخصصات النظرية مقابل التخصصات الفنية، مما أدي إلى استمرار القصور في سد الخريجين السعوديين احتياجات التنمية الحالية والمستقبلية والاستعانة بالعمالة الأجنبية. ولمواجهة هذه المشكلة فإن الأمر بتطلب توجيه تربوي مهني تساعد برامجه على مواجهة الاحتياجات الفعلية المستجدة في سوق العمل، وهو مطلب وطني يسعى هذا البحث إلى تحقيقه، لذا تنحصر مشكلة البحث في بناء إستراتيجية مقترحة للتوجيه التربوي المهني، يتم استقراؤها من الاتجاهات الحديثة المناسبة التي يمكن تطبيقها على طلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية، من أجل تحسين مستوى مخرجات التعليم السعودي وإسهامه في تحقيق متطلبات التنمية الشاملة. استخدم الباحث المدخل المسحي لاستطلاع آراء عينة البحث من (طلاب التعليم العام، والتربويين، ومسؤولي سوق العمل الحكومي والأهلي) تجاه واقع التوجيه التربوي المهني وصعوباته، والاتجاهات الحديثة في مجال التوجيه التربوي المهني وإمكانية تطبيقها وتضمينها في الإستراتيجية المقترحة للتوجيه التربوي المهني لطلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية. طبقت الدراسة المسحية على عينة من الطلاب تم اختيارها عشوائياً بلغ عددها (402) طالب؛ منهم (171) طالباً من الصف الثالث المتوسط، و(231) طالباً من الصف الأول الثانوي، و على جميع التربويين في المدارس المختارة الذين بلغ مجموعهم (432) تربوياً؛ منهم (154) معلماً، و(22) قيادياً من المرحلة المتوسطة؛ و(213) معلماً و(43) قيادياً من المرحلة الثانوية، وعلى جميع مسؤولي سوق العمل (الحكومي والأهلي) بالرياض البالغ عددهم (330) مسؤولاً؛ منهم (34) موظفاً حكومياً؛ و(296) موظفاً أهلياً.