وإن من أهم الكتب التي ألفت في تفسير كتاب الله عز وجل تفسير الجلالين، لمؤلفيه الجلال المحلي والجلال السيوطي، وقد اكتسب هذه التفسير أهميته من اختصاره الذي أحكمه المؤلفان، فكان هذا الكتاب بمثابة المتن الذي يحفظه من أراد الدخول في غمار بحر التفسير. وعندما تنبه العلماء لأهمية هذا المؤلف شرعوا في وضع الحواشي عليه، لفك غموضه وأسراره وألغازه، وتنبيهاً للطلاب على الجواهر والدرر التي احتواها هذا المختصر النفيس، وكان الملا علي القاري من العلماء الذين دفعتهم هممهم إلى وضع حاشية على هذا التفسير، فوضع حاشية من غوالي الحواشي، وأسماها ( حاشية الجمالين على الجلالين )، فيها من النفاسة ما سيتبين لمن يطلع عليها، فقد كان الرجل إماماً في علوم النقل والعقل، ممارساً لفنون الرواية والدراية