مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح مشكلات المدونــة أبي الحسن علي بن سعيد الرجراجي من كتاب الحمالة إلى نهاية الكتاب : دراسة وتحقيقا / إعداد ناصر بن محمد العبد المنعم.
الكتاب ليس من كتب فروع الفقه العادية، ولا من كتب الأصول ، وإنما هو بِدَع من التأليف يحتوي على دراسات وتأملات فقيه ضليع ينظر في ميدان الخلاف العالي، وينافح عن مذهبه المالكي – عند الاقتضاء – بالحجة والبرهان، ولا يثنيه ذلك عن إتباع الدليل متى لاح له أن الحق مع القول الآخر، فالكتاب يمثل حلقة جديدة في التآليف المالكية ، ويكتسب هذا الكتاب أهميته من وجوه عدة ، أبرزها: أولاً: من أهمية الأصل الذي قام عليه ، إذ هو شرح للمدونة ، التي هي من أبرز أصول المذهب المالكي وعمدة الفقهاء في القضاء والإفتاء ، المرجح روايتها على غيرها، وهي الأصل الثاني للفقه المالكي بعد الموطأ ، ولعل أي كتاب من كتب المذهب لم يحظ بما حظيت به المدونة من تآليف كثيرة( ) في شرح مسائلها، والتنبيه على مشكلاتها ، وضبط ألفاظها، وجمع رواياتها، واختصارها، ، ومع ذلك لم يطبع شيء من ذلك إلا القليل جداً ومن ذلك: •كتاب المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من الأحكام الشرعيات والتحصيلات المحكمات لأمهات مسائلها المشكلات؛ لأبي الوليد ابن رشد. •كتاب النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات؛ لأبي محمد ابن أبي زيد القيرواني . •كتاب التهذيب في اختصار المدونة؛ لأبي سعيد خلف البراذعي . ثانياً: أن المدونة حين قدم بها سحنون إلى القيروان هذّبها ونسّقها وبوّبها وألحق فيها من خلاف كبار أصحاب مالك ما اختار ذكره ، وذيّل أبوابها بالحديث والآثار، إلا أنه توفي رحمه الله قبل أن يتم العمل، فبقيت أجزاء من الكتاب على أصل اختلاطها في السماع ولذلك تسمى : المدونة ، وتسمى أيضاً: المختلطة ( ) .