يتناول هذا البحث نقد الكتاب المقدس بين ابن حزم رائد النقد الإسلامي وأثره النقدي على الغرب وبالأخص اسبينوزا بصورة نقدية ممنهجة، جمعت بين المناهج العلمية المختلفة؛ فقد استخدمت المنهج الوصفي الاستقرائي لعرض المسائل النقدية، والمنهج التحليلي القائم على تفنيد هذه المسائل وتفكيكها، والمنهج المقارن الذي يهدف إلى الموازنة الفكرية والمنهجية النقدية بين الرجلين ومدى تقارب الآليات المنهجية المستخدمة في عملية النقد التاريخي وأثرها في نتائجهما مع بيان أوجه الاتفاق والاختلاف في الموضوعات والمنهج، وقد خرج هذا البحث بعدة نتائج كان أهمها: إبراز السبق العلمي الإسلامي المتمثل في الحس النقدي والأثر التاريخي الذي لا زال يؤتِ حصاده في الغرب حتى اليوم من خلال منظومته النقدية القائمة على (النقد الخارجي- النقد الداخلي)، والتي قدّمت أعمق وأقدم دراسة نقدية في مجال نقد النص، فقد تمكن فيها من دراسة السند وعرض الشبهات المثارة ودحض الحجج؛ معتمداً على الأدلة النقلية والعقلية بكافة الأوجه لتتناسب مع الجميع؛ وقد أوصى البحث إلى الكتابة في الجهود الإسلامية الجبارة في مجال الأديان وبالأخص (نقد النص) وإبرازها للإفادة منها وتوجيه الباحثين إلى تحقيق مخطوطاتها المغمورة وإخراجها إلى النور، كما أوصي نفسي والباحثين بتقوى الله تعالى والإخلاص في القول والعمل